اقتصادالشاشة الرئيسية

الملك يجسد نظرية الإنجاز بالإرادة والعزم والعمل.. «العقبة نموذج»

منذ توليه عرش المملكة، لفتت «العقبة» انتباه واهتمام جلالة الملك كجزء عزيز واعد بالخير من أرض المملكة, إذا ما وجدت الاهتمام الذي تستحق, لتكون واحدا من أهم روافد النهضة والتطور في بلد يزخر بالإمكانات الطبيعية القابلة للاستنهاض والتحديث والبناء ولصالح الوطن كله.

لهذا، وبرغم قسوة الظروف الإقليمية والصعوبات والمعيقات الجمة التي أنتجتها وما زالت تلك الظروف الضاغطة على القدرات المالية للأردن, أصر جلالته على تجسيد حقيقة أن الإنجاز الوطني الكبير، ممكن جدا، إذا ما اقترنت «ثلاثية» الإرادة بالعزم والعمل المخلص.

من هنا كان القرار وبرؤية ملكية واثقة بتحويل «العقبة» إلى منطقة اقتصادية خاصة, متحديا بذلك كل المصاعب والمعيقات ومقولات الإحباط, لتتحول العقبة التي كانت أقرب ما تكون إلى مدينة ساحلية صغيرة هادئة ذات نشاط محدود على سائر الصعد, إلى شعلة وطنية في التحديث والبناء وتطوير البنى التحتية والجمالية, كمقدمة أهلتها تدريجيا، لأن تكون منطقة جاذبة للسياحة وللاستثمار وحتى لنشاط سياحي داخلي يرى فيها الأردنيون متنفسا ناهضا لقضاء إجازاتهم وأعيادهم وحتى «شهر العسل» في ربوعها الجميلة حيث النظافة والتنظيم والخدمات المتطورة..

لم تقف تطورات الإقليم السلبية وحروبه المستمرة وما أفرزت من انعكاسات كثيرة سلبية ضاغطة على قدرات الأردن, حائلا دون أن يواصل الملك عزمه ورؤيته وقراره بأن تكون العقبة ومثلثها الذهبي الجامع للبترا التي صنفت برؤية ملكية أيضا واحدة من عجائب الدنيا السبع إلى جانب وادي رم ساحر الجمال.. «قبلة» سياحية تجارية اقتصادية مالية ليس على مستوى الإقليم وحسب, وإنما من منظور عالمي أيضا..

اليوم، يصدق الملك القول بالعمل المثابر لتكون العقبة بحلتها الجديدة المتجددة تباعا, نموذجا للإدارة الحديثة, فيتابع وباستمرار وبإشراف مباشر عقد وتنظيم الاتفاقيات مع الدول الشقيقة ذات الخبرات الطويلة في مجالات السياحة والنقل وتطوير البنى التحتية والتجارية واللوجستية, وفي رؤيته السديدة النهوض بمنطقة العقبة المدينة والميناء والمطار والسياحة والتجارة والاستثمار, إلى مراتب أعلى وأفضل وأهم، حتى تكون وكما أراد، رافدا من أهم روافد دعم الوطن والمواطن, ونافذة أردنية فريدة يطل العالم من خلالها، على نهضة وطن.

نعم.. واقع الحال يغني عن السؤال، فمن يزور العقبة ومنطقتها اليوم، يرى بعين المنصف التي لا تضل ولا تضلل, خاصة إن كان زارها قبل عشرين عاما، ليجد الجواب الشافي غير القابل للنقض, عن مدينة ومنطقة كانت ذات واقع وقدرات وإمكانات بسيطة, فغدت وبالإرادة والعزم والإصرار على العمل وتحدي المصاعب, مدينة ومنطقة مختلفة تماما تنشرح لها خاطر ونفس كل أردني وأردنية يتطلع حقا إلى نهضة وطنية رائعة وواعدة ومثمرة ومبشرة.

وبمعزل عن تفاصيل المخطط والخطة الاستراتيجية الخمسية المستمرة لمنطقة العقبة والمثلث الذهبي معها وحولها، يقف المراقب المحايد أمام الحقيقة الدامغة التي تؤكد, أن لا مستحيل يصعب إنجازه وبلوغه مهما كانت المصاعب والتحديات، عندما تنفض الهمة الوطنية عن ذاتها «غبار» الإحباط ومثالب اليأس وحب القعود والركون إلى متاهات الشكوى والتذمر ليس إلا, لترقى وترتقي بالذات الجمعية الوطنية، إلى الثقة المقرونة بالإرادة وبالعزم وبالإصرار على «كسر» شوكة التحدي والصعب أمام همة العمل المخلص الذي لم ولن يخيب في تحقيق الإنجاز وفي أفضل تج?ياته رفعة لوطن يستحق.

وها هي «العقبة» وما حولها اليوم وبحمد الله, أروع وأصدق مثال حي على أن الأردن على قدر التحدي وأكبر بهمة شعبه وشبابه، وبريادة مليكه وولي عهده إذ يقدمان القدوة في رفض الكسل والركون إلى مجرد الشكوى، والذهاب بدلا من ذلك كله صوب العمل المخلص الذي يفتح كل الأبواب والنوافذ نحو أردن أقدر وأفضل عصي على التحدي مهما كان..
الرأي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى