الشاشة الرئيسيةدولي

صفقة طائرات “الرافال” الجديدة تُثير الجدل في مصر بين مؤيد ومعارض وسط دعوات تُحرّض الجيش على إنهاء كابوس “السد الإثيوبي” فهل يفعلها؟.. ووزير الري المصري: حانت لحظة الحسم (صور)

الغواص نيوز

أثار الإعلان عن توقيع مصر وفرنسا عقد توريد (30) طائرة طراز رافال جدلا واسعا في مصر بين مؤيد ومعارض.
المتحدث العسكري المصري نشر خبر الصفقة قائلا: “في إطار اهتمام القيادة السياسية بتطوير وتنمية قوى الدولة الشاملة وقعت مصر وفرنسا عقد توريد عدد (30) طائرة طراز رافال وذلك من خلال القوات المسلحة المصرية وشركة “داسو أفياسيون” الفرنسية على أن يتم تمويل العقد المبرم من خلال قرض تمويلى يصل مدته كحد أدنى (10) سنوات ، وكانت مصر وفرنسا قد أبرمت خلال عام 2015 عقد لتوريد (24) طائرة طراز رافال لصالح القوات الجوية المصرية التى تمثل الذراع الطولى لتأمين المصالح القومية المصرية”.
وأثنى المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة المصرية على طائرات رافال، مؤكدا أنها تتميز بقدرات قتالية عالية تشمل القدرة على تنفيذ المهام بعيدة المدى ، فضلاً عن امتلاكها لمنظومة تسليح متطورة ، وقدرة عالية على المناورة ، وتعدد أنظمة التسليح بها ، بالإضافة إلى تميزها بمنظومة حرب إلكترونية متطورة تمكنها من القدرة على تنفيذ كافة المهام التى توكل إليها بكفاءة واقتدار.
جدل
في ذات السياق يرى البعض أن هذه الصفقات لها جانب آخر اقتصادي وسياسي غير الجانب العسكري وهو تشغيل الشركات الفرنسية ودعم الاقتصاد الفرنسي ،في مقابل تبنى فرنسا موقفا مساندا لمصر في ملفات أخرى مثل ليبيا مثلا بما يحقق عائدات للاقتصاد المصري من عقود إعادة الاعمار وتشغيل العمالة.. وكذلك تبني فرنسا لمواقف تدعم مصر في قضية سد النهضة وغيرها.
زيادة القدرة القتالية
برأي البعض فإن إضافة الطائرات الرافال الـ30 سوف تزيد من القدرة القتالية للقوات الجوية المصرية، وبالتالي زيادة قدرات الدولة الشاملة لتحقيق استراتيجية الردع التي تضمن تأمين مقدرات الدولة والحفاظ على الأمن القومي، دون الاضطرار للدخول في الحروب التقليدية.
استراتيجية الردع
في ذات السياق قال رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق والمستشار بأكاديمية ناصر العسكرية اللواء نصر سالم في تصريحات صحفية إن مصر “دولة تحمي ولا تهدد، تصون ولا تبدد”، ومن ثمَّ تتخذ استراتيجية الردع كاستراتيجية ثابتة للحفاظ على أمنها القومي.
وأشار إلى أن صفقات التسليح الحديثة تأتي لمواجهة المخاطر التي تحيط بالدولة المصرية.
لماذا الرافال؟
على الجانب الآخر تساءل البعض عن سر شراء مصر هذا العدد الكبير من الرافال الفرنسي ( 54طائرة حتى الآن ) مؤكدا أن مهاتير محمد رئيس وزراء أندونيسيا السابق قال ” إنه ألغى صفقة شراء الرافال من فرنسا ” لأن الحكومة الفرنسيه تشترط الإبلاغ مسبقا عن أى عملية يقوم بها من يشترى الرافال ! ” فضلا عن وجود جهاز متابعة ” بالطائره ” “ج بي إس” يجعل فرنسا تتابع الرافال فى أي مكان فى العالم!
المهم السد الإثيوبي
في سياق آخر أكد آخرون أن المهم الآن هو السد الإثيوبي الذي يهدد المصريين جميعا، داعين الجيش المصري للقيام بواجبه في حماية الأمن القومي وإنهاء الكابوس الذي بات جاثما على صدور المصريين.
الحق المصري
في سياق التهديد الإثيوبي قال د.اسماعيل صبري مقلد أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية إن دور الدولة الوطنية في حماية أمنها القومي والدفاع عن مصالحها الاستراتيجية الحيوية ضد خطر التهديد الخارجي لها ، هو الأصل والاساس، وهو دور لا يمكنها التنازل عنه او التفريط فيه او تفويضه للآخرين ، مشيرا إلى أنه دائرة حمراء تبقي حكرا عليها وحدها مهما كانت فداحة المخاطر او التكاليف او التبعات ، فكلها تهون في النهاية.
وتابع مقلد: “ومن اجل ذلك تسابق الدول بعضها في تنمية مواردها من القوة الشاملة لترد بها علي ما قد يواجهها من اخطار وتحديات وتهديدات في ظل علاقات دولية تحكمها اساسا لغة القوة والمصالح لا لغة المبادئ والاخلاقيات والمثاليات، والا لما كان هذا هو حال العالم الذي نعيش فيه”.
وتابع مقلد: “هذا ما يعتقده الواقعيون، ويدافعون عنه، ويؤكدون عليه، ولهم كل الحق فيه باستقراء دروس التاريخ، أما غير الواقعيين من المثاليين والحالمين ، فلهم رأي آخر ، ففي كل مرة يعجزون فيها عن الوفاء بالدور المطلوب منهم لانفسهم او بالاحري لدولهم ، يتجهون الي المجتمع الدولي يطلبون منه القيام بما عجزوا هم عنه وليجلسوا في الانتظار: المجتمع الدولي الذي لم يمنع حربا، او يفرض سلاما، او يوفر امنا، أو يدير أزمة أو صراعا، او يردع عدوانا، او يحمي حقا مشروعا ، أو يعلي صوت الحق فوق صوت القوة كما يتوهم المثاليون.. فكم من مناشدات وتوسلات لهذا المجتمع الدولي الوهمي باءت بالفشل وذهبت ادراج الرياح، لتضيع الحقوق وتضيع معها الدول والشعوب كما نري حولنا في كل مكان”.
واختتم مقلد مؤمّلا أن نكون من الواقعيين، لا من الواهمين والحالمين.. حتى نستطيع أن نحمي بلادنا من كيد الكائدين، وشر المتآمرين، وأن نضعها حيث نحب لها دائما أن تكون.. فالدور هو أولا وأخيرا دورنا، والمسئولية مسئوليتنا في دفاعنا عن حقوقنا وعن امننا ومصالحنا.
وأردف قائلا: “ولا يضيع حق يجد وراءه من يدافع عنه”.
حانت لحظة الحسم
من جهته قال محمد نصر علام وزير الري المصري الأسبق إنه طيلة 10 سنوات من التفاوض مع أثيوبيا لم يتم التأكد من السلامة الانشائية للسد، ولم يتم الاتفاق حول قواعد ملء السد أو التشغيل التى تضمن عدم الاضرار بمصر والسودان، مشيرا إلى أن أثيوبيا تعمل للملء الثانى للسد ضد رغبة مصر والسودان، وتطالب بإعادة توزيع الحصص المائية.
وأنهى علام متسائلا: فهل حانت لحظة الحسم؟!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى