الشاشة الرئيسيةمقالات

اهتمام الملك في مستقبل العقبة.. الميناء الصناعي انموذجا

كتب-رياض القطامين

تكشف نشاطات واهتمامات جلالة الملك عبد الله الثاني في ملف العقبة عن ادراك الملك العميق لواقع ومستقبل العقبة كنقطة ارتكاز وقوة مؤثرة ليس في منظومة الاقتصاد الوطني فحسب بل في منظومة الاقتصاد الإقليمي والدولي.

يواصل الملك الدفع بالعقبة بكل قوته وثقله إلى مراكز صناعة الاقتصاد العالمي ليجعل من العقبة مقصدا دوليا اقتصاديا تجاريا وسياحيا ولوجستيا ومركزا لإعادة التصدير قادر على تكاملية محيطه الإقليمي ومنافسته في ذات الوقت .

فكما تحتاج العقبة إلى محيطها الإقليمي فإن محيطها أكثر حاجة لها في ظل امتلاكها لمقومات فريده فرضها موقعها الجغرافي العملاق إلى جانب منظومة النقل البحري والبري والجوي واللوجستيات والايدي العامله الماهرة والمؤهلة ومنظومة تشريعات متطورة ومتجددة لمواكبة المستجدات.

ويأتي افتتاح الملك لمشروع توسعة وإعادة تأهيل الميناء الصناعي بالعقبة، انسجاما مع أهداف رؤية التحديث الاقتصادي وهو خير شاهد على اهتمام الملك بالعقبة وادراكه للدور المحوري لمستقبلها.

ان رفع الطاقة الإنتاجية للميناء الصناعي الذي يبلغ حجم الاستثمار فيه ١٤٠ مليون دينار من 5 ملايين طن إلى 10 ملايين طن سنويا يبعث على الارتياح الكبير لقدرات العقبة عموما وقدرات منظومة الموانىء الأردنية على وجه الخصوص وعلى قدرة الميناء الصناعي كناقل ومشغل لأكبر شركتي تعدين هما البوتاس والفوسفات.

ولعل استحداث سوق جديدة للموانىء الصناعية في فنلندا للمرة الأولى وتصدير اول شحنة اليوم هو دليل آخر على أن تطوير وإعادة المنظومة المينائية تصب في صميم أهداف رؤية التحديث الاقتصادي التي يرعاها الملك ويشرف عليها شخصيا .

الايجاز الذي قدمه رئيس مجلس إدارة شركة الموانئ الصناعية الأردنية الدكتور معن النسور أمام الملك يبعث على الارتياح الكبير والذي أشار فيه إلى أن الميناء الصناعي يصدر لـ 50 دولة، وتم رفع جودة المناولة وكفاءتها من 1000 طن /الساعة للمواد السائبة الجافة إلى 4000 طن/ الساعة وهذه قدرات هائلة تشكل احد اكبر الضمانات لتعزيز وتيرة الاقتصاد الوطني ورفد خزينة الدولة بنحو 11 مليون دينار خلال عام 2021، كرسوم امتياز وإيجار الأراضي وغيرها، إضافة إلى 1.77 مليار دينار (2.5 مليار دولار) قيمة صادرات البضائع عبر الميناء في عام 2021، إلى جانب مساهمات الشركة الأم في الحد من البطالة من خلال التدريب والتأهيل والتوظيف.

ان استخدام شركة البوتاس العربية لأنظمة متطورة في مجال السلامة العامة والصحة المهنية والبيئة، والإجراءات التكنولوجية المتطورة المستخدمة في مثل هذه الشركات التعدينية يؤكد على حجم الاستقرار الوظيفي لكوادر هذه الشركات وبالتالي انعكاس ذلك ايجابيا على حجم ونوع وجودت وكمية المنتج الذي يحتل مراكز متقدمة دوليا وينافس دول كبيرة ومقدمة وفي ذلك ترجمة حقيقية للتوجيهات الملكية في ترسيخ وتعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص، من خلال عقود الامتياز المبرمة مع الحكومة ممثلة بشركة تطوير العقبة الذراع التطوير لسلطة العقبة والممثل للحكومة .

تؤكد الخطط المستقبلية المتطورة لشركة البوتاس الرامية إلى التوسع في المرافق التخزينية لتشمل منشآت صناعية وإنتاجية مصدرة عبر الميناء الصناعي على الحاكمية الرشيدة للإدارة العامة والتي ستفضي إلى اتساع مساحات عمل الشركة من خلال مباحثات اقتصادية تجري مع مستثمرين محتملين لتصدير مادة الأمونيا والهيدروجين الأخضر ، واستيراد مواد البناء السائبة لتوريدها للدول المجاورة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى