وثائق أُتلفت على وجه السّرعة ولكن!.. روسيا تفضح أسرار أمريكا بـ20 ألف وثيقة فكيف تورّطت واشنطن بمعامل “تخليق” الفيروسات والأسلحة البيولوجيّة ولماذا سارعت إلى نقل المُتورّطين من أوكرانيا ورفضت التحقيق

.
الغواص نيوز
يبدو أن الحرب الروسيّة على أوكرانيا، ليست فقط في سياقات حماية المصالح الروسيّة، والحفاظ على كيان الأمن الروسي، بل يتعدّى الأمر فيما كانت أعلنته موسكو حول حربها لإفشال الحرب البيولوجيّة، وتحويل واشنطن العاصمة الأوكرانيّة كييف إلى حقل تجارب بيولوجيّة، كانت وستكون مسؤولةً عن ظُهور أوبئة، وفيروسات، وتتحوّل إلى جائحة تغزو العالم، على غرار ما حدث خلال تفشّي فيروس كورونا، والإغلاقات التي فُرضت على الجميع، والموت الذي أحزن العائلات ممّن فقدوا أحبّتهم.
طالما طُرحت أسئلة من نوع، هل فيروس كورونا مُصنّع، وهل ترغب الولايات المتحدة التخلّص من أكبر عدد مُمكن من البشر من خلال الحروب، ومن ثم نشر الأوبئة، بعد تراجع دورها، وعدم قدرتها على اتخاذ قرارات على شاكلة غزو العراق، وأفغانستان، وليس أفضل من الأمراض للقضاء على الأعداء، ولعلّ ما يحصل في الصين وكوريا الشماليّة من تواصل ظهور متحورات وأمراض عجيبة، دليل في سياق الحرب البيولوجيّة الأمريكيّة على خُصومها من الدول.
وزارة الدفاع الروسيّة قدّمت الاثنين، دلائل بالوثائق على تورّط أمريكا في معامل مُموّلة من الأخيرة، لما قالت بأنها معامل “تخليق” الفيروسات والجراثيم، وهُنا تخرج روسيا من فرضيّة المُؤامرة في تصنيع الفيروسات، إلى إثباتها، ومنع بالتالي أو كبح جماح الاستمرار الأمريكي في توريط العالم بأوبئة جديدة.
وحصل الجيش الروسي بالفعل على أكثر من 20 ألف وثيقة، تتعلّق ببرامج بيولوجيّة في أوكرانيا، وقام باستجواب الشهود والمُشاركين، ولعلّ الكشف الأبرز في هذه الفضيحة، بأن الاسم الذي كشفت عنه روسيا، وهي كارين سايلورز، والتي كانت تعمل في شركة “لابيرينث جلوبال”، هي شركة مُرتبطة بهانتر بايدن، نجل الرئيس الأمريكي جو بايدن، ما يدل هذا هُنا على تورّط مُباشر لإدارة بايدن بالأبحاث البيولوجيّة هذه، ويُفسّر سبب تصويت الولايات المتحدة بالرفض على طلب موسكو من الأمم المتحدة فتح تحقيق في أنشطة بيولوجيّة مدعومة من واشنطن، بل إن المملكة المتحدة، وفرنسا، صوّتتا إلى جانب أمريكا بحق النقض على فتح التحقيق في مجلس الأمن.
هذه الأدلّة قدّمها قائد قوات الدفاع الروسيّة النوويّة، والبيولوجيّة والكيميائيّة الجنرال إيجور كيريلوف، وهي وثائق جرى تقديمها باللغة الأوكرانيّة.
وتُعيد روسيا إلى الواجهة، مسألة الأبحاث البيولوجيّة والتورّط الأمريكي، بعد عُثورها على أحدث الوثائق التابعة لشركة فارمبيوتست في إقليم لوهانسك الأوكراني أوائل يناير 2023.
ومع التقدّم الروسي على الجبهات الأوكرانيّة، يبدو أن المُتورّطين سارعوا لإخفاء التجارب، ودفنوا بحسب الجنرال إيجور عيّنات وسجلات المرضى، وبياناتهم الشخصيّة، وللمُفارقة بأن وصول الجيش الروسي لم يسمح للمُتورّطين حتى بحرق العيّنات، أو إتلافها بالشّكل الصحيح، ما مكّن الروس من الحُصول عليها وهي كانت مدفونة، فتدمير الأدلّة وفق الجنرال “تم بطريقة مُتسرّعة للغاية”.
يتوقّف المراقبون أيضاً، عند الكشف الروسي عند بدء أمريكا ودول من الاتحاد الأوروبي، نقل الموظفين أو المهنيين الأوكرانيين الذين شاركوا في الأعمال البيولوجيّة العسكريّة من قبل إلى الدول الغربيّة، ثمّة إذًا ما تخشاه تلك الدول المذكورة، فهؤلاء المهنيين لو وقعوا بأيدي القوّات الروسيّة، فسيكشفون عن أنشطة غير قانونيّة، مُخالفة للالتزامات الدوليّة، ما يضع الولايات المتحدة أمام إحراج الرأي العام العالمي، ويُثير توجّسات حول وجود نوايا الاستمرار دعم مختبرات تخليق الأوبئة والفيروسات.
وتُطرح تساؤلات حول الغاية الأمريكيّة من إجراء شركات أدوية غربيّة العاملة في الأراضي الخاضعة لكييف، أبحاثاً حول فيروس نقص المناعة البشريّة “الإيدز” على أفراد عسكريين أوكرانيين، وبدأت منذ العام 2019.
وليست الإدارة الأمريكيّة الحاليّة تبدو المُتورّطة في فضيحة الأمراض البيولوجيّة، فالجيش الروسي الذي استعاد أكثر من 20 ألف وثيقة، وبحسب الجنرال كيريلوف اكتشف دليلاً على تركيز وزارة الدفاع الأمريكيّة “البنتاغون” على صُنع أسلحة بيولوجيّة، واختبارها على سكان أوكرانيا ودول أخرى على طُول الحُدود، ما يعني وجود توجّه أمريكي للتورّط في الحرب البيولوجيّة، وتحويل سلاح الأمراض إلى سلاح فتّاك بيدها.
هذا كلّه لا يُمكن أن يحدث وفقاً لمّعلّقين، دون دراية نظام كييف، ولعلّ إصرار الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي على دعمه، لا يقتصر على منع انتصار روسيا عسكريّاً، بل الخوف من اكتشاف الفضائح البيولوجيّة، والتورّط الأمريكي الثابت في تصنيع فيروس كورونا فمُنذ العام 2015 بحث المُتخصّصون الأمريكيّون عن سُلالات جديدة من فيروسات كورونا، وآليّات انتقالها من الحيوانات للبشر، وغيره من الأمراض مثل حمّى الوادي المُتصدّع التي اندلعت وفق الجنرال كيريلوف العام 1977 في مصر، وبالقُرب من “مختبر بيولوجي تُديره البحريّة الأمريكيّة”، وانتشرت بعدها بين المصريين، وأصاب 18000 شخص في نفس الوقت، فيما أظهر تحليل إضافي للعينات المأخوذة من السكان أن العدد الإجمالي للأشخاص المصابين كان حوالي 2،000،000، وتكشف مجموعة كاملة من الأدلة عن الطبيعة الاصطناعيّة لهذا التفشّي ومُشاركة المختبر الأمريكي.
هذا الكشف بكُل الأحوال، نجح في وقف تنفيذ البرامج البيولوجيّة العسكريّة الأمريكيّة في أوكرانيا، ولكنه يُثير المخاوف حول وجود مختبرات بيولوجيّة أمريكيّة في دول أخرى، تُوجب على روسيا والصين اكتشافها ربّما، لوقفها، ومنعها، وإظهار مدى خُبث الولايات المتحدة في التحايل على القوانين الدوليّة، ومُمارستها لأنشطة غير قانونيّة، بينما تُنصّب نفسها “شُرطي العالم”، وتُعاقب كُل من يخرج عن أهوائها، بل وتتّهم الصين بظُهور كورونا جرّاء أكل الخفافيش!