الشاشة الرئيسيةفكر وثقافة

“اليرموك” تمنح الكركي جائزة عرار للإبداع الأدبي لعام 2022

منحت جامعة اليرموك وضمن احتفالات إربد عاصمة للثقافة العربية لعام 2022، رئيس مجمع اللغة العربية الأردني الأديب الدكتور خالد الكركي، جائزة عرار للإبداع الأدبي لعام 2022 “حقل المقالة الأدبية”، التي يمنحها كرسي عرار للدراسات الثقافية والأدبية في الجامعة، بالتعاون مع مؤسسة إعمار إربد.
وقال رئيس الجامعة الدكتور إسلام مسّاد خلال الحفل، الذي احتضنه مدرج عرار بمبنى المؤتمرات والندوات، إن “لجامعة اليرموك واجبا أساسيا تلتزم به منذ انطلاقتها 46 عاما، وهو النهوض بالفعاليات التي تحمل معاني الوفاء وتجسد تكريم العطاء، بكل أبعاده المادية والمعنوية، ولا سيما ذلك العطاء الذي يخاطب أرواحنا، ويرسم معالم وجداننا، ويبعث إشراقات الجمال في نفوسنا”.
وأضاف أن ما “يجمعنا اليوم هو واجب التكريم لأديب كبير وكاتب فذ وناقد لا يشق له غبار وأكاديمي حصيف نهل الآلاف من تلاميذه ومريديه من معين علمه ونبع عطائه وإبداعه، وهو بالإضافة إلى ذلك رمز وطني مضيء وعلم سياسي له دوره البارز في خدمة قضايا بلده وأمته”.
وأكد مسّاد أن اختيار حقل المقالة الأدبية لهذا العام من بين الحقول الخمسة التي تمنح فيها الجوائز، وهي الشعر والرواية والقصة القصيرة والمقالة الأدبية والنص المسرحي، يأتي لكون الجائزة الأولى في العام الماضي كانت في حقل الشعر الذي يعتبر عنوان الثقافة العربية في مختلف عصورها؛ فكان من الطبيعي أن نستهل مسيرة هذه الجائزة بهذا الفن الأصيل الذي جعل من وصف الأمة العربية بالأمة الشاعرة، وصفاً لا مبالغة فيه، وفي مكانه حقاً.
وتابع: اما المقالة ونعني الأدبية تحديدا، فقد أدت دوراً طليعياً في العصر الحديث؛ فكانت أسبق الأنواع الأدبية الحديثة التي طرقت أبواب الثقافة العربية في مستهل عصر النهضة قبل ما يزيد على القرن ونصف القرن؛ وحمل هذا الفن أماني الأمة وتطلعاتها نحو اللحاق بمنجزات العصر وركب التقدم، وسرعان ما تحول هذا الفن إلى جهاز فعال في ساحات معارك الفكر والتنوير التي خاضتها أمتنا وما زالت.
وقال شاغل كرسي عرار للدراسات الثقافية والأدبية في جامعة اليرموك الدكتور نبيل حداد، “إننا نجتمع اليوم لنكرّم مبدعا كبيرا خاض قلمه في مختلِف ألوان الأدب وفنونه والفكر وميادينه، متطلعين إلى أن يفيَ هذا الجهد بجزء من تطلعَات كرسي عرار للدراسات الأدبية والثقافية نحو إبراز الحركة الثقافية الوطنية، وتكريم أعلامها ممن كان لهم باع طويل في الإسهام الجليل في كتابة صفحاته المشرقة والتغني الجميل بأمجاد الوطن بأحرف من معدن الفن النفيس الجميل والبلاغة العربية الأصيلة بأنصع صورها وأجلى مقاصدها.
وأشار إلى حقيقة أساسية تتعلق بجائزة هذا العام تحديدا؛ وهي أن للشخصية المحتفى بها الكثير من النشاط الإبداعي ووجوهه المتعددة في أكثر من حقل سواء في المجال الاكاديمي والنقد والشعر والدراسات الأدبية والمقارنة والترجمة الإبداعية ، ولا سيما ترجمته لشعر عرار، إضافة لإبداع الدكتور خالد الكركي المقالي.
وأكد حداد على أن مجلس الجائزة قد التزم بالأسس المقرة، وعليه فقد حدد الحقل أولا، وهذه الدورة انطلاقا من حقيقة تاريخية أساسية، وهي أنه آن الأوان لنرد لنوع أدبي عزيز في نتاجنا الإبداعي المعاصر وهي المقالة الأدبية، بعضا من أفضاله ومآثره على النهضة العربية الحديثة الفكرية والثقافية، مشيرا إلى أنه ثمة حقيقة أدبية ثانية وقائمة توصلت إليها لجنة التحكيم، وهي أننا إزاء حالة إبداعية فريدة في هذا الفن الجليل لم تتكرر كثيرا منذ عهد بعيد في مسيرتنا الثقافية.
وثمن أمين السر لمؤسسة إعمار إربد – رئيس المكتب التنفيذي لاحتفالية إربد عاصمة الثقافة العربية المهندس منذر البطاينة، جهود القائمينَ على هذا الاحتفال الثقافي الكبير، وكلَ جهدٍ من شأنه أن يعززَ معرفتنا ويُميط اللثام عن جهودِ الأدباء الكبار الصانعين لحياتِنا الفكرية والثقافية، معتبرا أن هذا غايةٌ رئيسيةْ، ومَهمةٌ جليلةْ وضعتها مؤسسةُ إعمار إربد والمكتب التنفيذي لاحتفالية إربد عاصمة الثقافة العربية 2022، في رأس الأولويات وفي درجة متقدمة من الاهتمامات والأولويات.
وأشار إلى أن المكتبَ التنفيذي للاحتفالية، وتطلعاً منه لأداء مهامهْ على الوجه الأكمل، قد وقع عدداً من مذكرات التفاهم مع المؤسسات الثقافية المعنية باحتفالات إربد عاصمة للثقافة العربيةْ لعام 2022 وفي طليعتها جامعة اليرموك، ، وعليه جاء التزامنا بتقديم العون والتمويل اللازمين، لأي فعالية أدبية أو فنية أو مشروع ثقافي يسهم في إثراء هذا الحدثِ الجليل، وإلى أي مؤسسة تتطلع لمشروعات مستدامة، لتبقى هذه المناسبات حية في الأذهان وتسهم في تعزيز المكانة الثقافية الحاضرة والمستقبلية والتاريخية التي حظيت بها إربد والأردن بعامة على مر الزمان.
ولفت البطاينة إلى أن مؤسسة إعمار إربد رأت في مبادرة جامعة اليرموك منح جائزة سنوية رفيعة باسم شاعر الأردن مصطفى وهبي التل (عرار) خطوة تستحق التقدير وعملاً جديراً بالمساندة والدعم، ولا سيما أن هذا الشاعر اعتُمد رسمياً من المنظمة العربية للتربية والثقافة والفنون (الألكسو) رمزا عربيا للثقافة اعتبارا من عام 2022.
وقال رئيس لجنة تحكيم الجائزة الدكتور عبد القادر الرباعي، إن اللجنة اجتمعت بكامل أعضائها، وتدارست موضوع اختيار الفائز من بين كُتاب المقالة الأردنيين، وأقرت أن أكثر أولئك الكُتاب أعلامٌ، وأخيارٌ في حقل المقالة العامة، مبينا أن اللجنة ارتأت أنها محكومة بالمقالة الأدبية، لا بالمقال بشكل عام.
وأضاف، وعليه تتبعت اللجنة أعمال من ارتأت أنهم قد يكونون مؤهلين للجائزة في حقل الرواية الأدبية، كما و قرأت اللجنة مجموعة من تلك الأعمال لتتأكد من طبيعة الموضوعات والأساليب المتوائمة، والمختلفة بين مجموع المقالات التي بين أيديها، مضيفا أنه وبعد حوارات ونقاشات جادة، وحيادية مخلصة، توصلت إلى مجموعة من النتائج.
وأشار الرباعي إلى أن الهم الوطني مشترك في المجالات والموضوعات التي توافق عليها الكتاب المرشحون المحتملون، كما وأن هناك اختلاف في التوجه الخاص لدى كل منهم، بمعنى أن هناك تباينًا في نوعية الموضوعات التي غلبت على مقالات الواحد منهم دون الآخر، كما أن التباين في الموضوعات أمر طبيعي، فلكل إنسان شأن يغنيه، لكن ذلك لا تمايز فيه بشأن الجائزة.
ولفت إلى أن اللجنة التي ضمت في عضويتها الدكتور بسام قطوس والدكتور يونس شنوان، رأت ضرورةَ فحص الأسلوب الغالب على مقالات كل “الأساتذة الكرام”؛ لتصل إلى الحد الذي يتطابق والسمةَ الأدبية التي حكمت (المقالة الأدبية) موضوعَ الجائزة الأساسي، كما وأجمعت اللجنة على أن الأسلوب الأدبي الذي اتسمت به مقالات الدكتور خالد الكركي، تمتاز عن أساليب الآخرين في مقالاتهم، مبينا أن الحديث عن الأسلوب الأدبي لا يعني السمة العامة للأسلوب، وإنما نعني أنه الذي ضبط نهج “المقالة الأدبية “التي نحن ملتزمون في حدود معرفتنا بها.
وشكر الدكتور خالد الكركي في كلمته التي القاها خلال الحفل، جامعة اليرموك على هذه الجائزة، واصفا اليرموك بأنها “جامعتنا الثانية، الواقفة على مشارف معركتنا العظيمة الأولى في التاريخ الإسلامي، واليرموك لنا وطن وجامعة، وإربد لنا شام وأندلس، وطريق طويلة نحو الثقافة والفكر والسياسة”.
واضاف “لقد كانت أواخر الستينيات وحتى منتصف السبعينيات حافلة بالظروف الصعبة جدا، وأنتم تعرفون وتدركون ما أريد أن أقول: كيف وقع هذا الركود، حتى جاءت اليرموك، كنا نلاحظ ذلك ونتمنى أن نكون بين طلابها مع أننا كنا أنجزنا المرحلة الجامعية الأولى، كانت اليرموك شيئاً غير متوقع لنا، هذا الصعود إلى شجرة الحرية، وهذه الأسماء الكريمة مثل الأساتذة الذين بدأوا فيها، هؤلاء الطلبة الذين نالوا الحظ الطيب انهم كانوا هناك أيضا، نحن نعرف ماذا حققت اليرموك حتى حين وقع ما وقع في منتصف الثمانينات أو بعد ذلك بقليل، ها هي تستعيد ذاتها، وعلي هنا أن أتذكر أولئك الزملاء الذين فرضت ظروف المرحلة أن يغادروا”.
وتابع الكركي: لقد مثّلت جامعة اليرموك حضوراً وطنياً باهراً، و”لعلي لم أكن بعيدا عن زمانها الأول، فقد كنت أحد المطلوبين للإيفاد في الدفعات الأولى خارج الأردن باسمها، ثم وقع تغيير بسيط فذهبت موفدا عن الأردنية وجاء زملاء عن اليرموك”.
وأشار إلى أن “اليرموك ليست جامعة فقط بل هي مُناخٌ، ويجب أن تُضاف لها عشرة معاهد علمية مُتخصصة في أعلى مراتب الفكر الإنساني”.
وأكد الكركي “علينا ونحن على أعتاب إربد عاصمة الثقافة العربية، اغتنام هذه الفرصة، وقد مرت فرص مثلها، علينا ألا نغرق في المحليّ، وألا نعتقد أن حدود الدنيا هي حدود الأردن، نحن نحمل رسالة وقد حملناها ومشيناها خطى لا أقول كتبت علينا نحن أردنا أن نسير نحن كما نريد وان نكون ما نريد”. وتساءل الكركي فيما إذا كان للثقافة العربية أو الإسلامية أو الإنسانية حدود؟ مبينا أننا “جزء من هذا العالم والأمة التي أعطت الدنيا بلاط الشهداء، وقرطبة والقاهرة، والقدس، والقيروان، واستانبول، وبغداد، وكربلاء، وحفظت مهبط الوحي، وامتداد الرسالة، تستحق فهما جديدا لحال ثقافتها، ولغتها الشريفة، ودورها الإنساني الكبير
كما وتخلل الحفل، إلقاء الدكتورة ليندا عبيد من قسم اللغة العربية وآدابها بكلية الآداب، لمجموعة مختارة من المقالات الأدبية للدكتور الكركي. كما وكرم مسّاد على هامش الحفل، أعضاء لجنة التحكيم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى