الشاشة الرئيسيةمقالات

الاردن حمال الاسية …. والاسئلة التي لا تنقصها الصراحة

د. عبدالمهدي القطامين
كلما دق الكوز في الجرة وكلما اندلعت مواجهات بين الفلسطينيين ودولة الاحتلال تعالت الاصوات مطالبة بسحب السفير وطرد السفير وانهاء المعاهدة مع دولة الاحتلال وفي ذلك بعض حق لكن فيه الكثير من الباطل فعندما ارى صبيحة كل يوم اكثر من 2500 شابا اردنيا يعبرون الى ” ايلات ” للعمل كسفرجية في فنادق الاحتلال لعدم توفر فرص عمل لهم في وطنهم يثور اكثر من سؤال في ذهني لماذا ؟
هذه اللماذا اذا ما اخضعناها للمنطق والواقع نجدها احد اهم اسباب ان الاردن يتكىء على فوهة بركان اقتصادي جارف تشتعل نيرانه في كل يوم فيما معيشة اهله تضيق شيئا فشيئا ولعل السؤال الاول في سلسلة الاسئلة المسكوت عنها ولا تنقصها الصراحة هو اين المال الفلسطيني المهاجر خارج فلسطين والذي ينمو في الاردن وفي غيرها من بلدان العالم ولماذا يغيب هذا المال عن الاستثمارداخل فلسطين لبناء قاعدة اقتصادية متينة تمكن الدولة الفلسطينية من النهوض اقتصاديا بدلا من ان تمد يدها للمال الاسرائيلي والضرائب التي تجنيها دولة الاحتلال ثم تقطرها تقطيرا على السلطة وفقا لرضاها عنها ومدى تعاونها امنيا وغيره ثم ان السؤال الاخر المؤلم لماذا يقف المال الفلسطيني الاردني في الاردن وخارجه موقف المتفرج على البؤس الاقتصادي الذي يعيشه الاردن ليبحث ابناؤه عن لقمة العيش لدى المحتل مثلما يبحث ابناء فلسطين عن العمل لدى المحتل داخل الدولة التي ارادوها عبرية خالصة .
في الاردن وفي انحاء العالم كله مال اردني فلسطيني قادر على تحويل الدولتين الى جنة خضراء ودولتين ناهضتين اقتصاديا ويمكنهما من الوقوف ندا ووجها لوجه امام دولة الاحتلال التي تتدفق اليها اموال يهود العالم كلهم بينما يظل المال الفلسطيني والاردني رهنا لدى بنوك العالم وبنوك الاقليم .
لا يمكن للضعيف اقتصاديا ان يكون ندا في اي حال من الاحوال للقوي اقتصاديا ولا يمكن ان نطلب ممن يشقى ويتعب لنيل كفاف يومه ان يكون ثائرا متمردا قادرا على المواجهة وليس من العدالة في شىء ان بلدا مثل الاردن المصنف عالميا بالمركز الاول في ندرة لمياه وفقرها ان ينتظر الموت عطشا وهو يرى ان لا احد يقف معه او يسانده بل ويطلب منه ان يحررفلسطين كل فلسطين .
الدولة التي لا تجد مواردا تكفي شعبها عليها ان تسعى للحصول عليها حين يقف الجميع متفرجا وقديما قيل ان من يتلقى العصي ليس كمن يعدها ولعل فلسفة الممكن والواقع تقول ان ليس بالامكان الا ما كان اما قضية ادعاء البطولات الكرتونية ومواجهة القوى المغتصبة والمحتلة دون امتلاك مقومات القوة واولها القوة الاقتصادية فان ذلك بمثابة الانتحار البطىء .
اخيرا نسأل اين المال الاردني واين المال الفلسطيني عن فلسطين والاردن ثم لنسأل بعد ذلك اين المال العربي عن دعم صمود الدولتين اذا اردنا لهما الصمود والبقاء وبغير الاجابة الصريحة عن الاسئلة التي ذكرت فأننا سنظل نخض الماء لنستخرج منه الزبدة التي لن تكون لان الماء سيبقى ماء مهما خضضناه .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى