سهير فهد جرادات
بتعرفوا ليش الشعب الأردني في شهر رمضان (مزمجر) ومعصب ومش طايق حاله وما بيتحاكى ؟!! الموضوع مش جوع أو عطش أو شوق الى (شفة) سيجارة، أو (رشفة) قهوة ..
ببساطة هي تراكمات استفزازية وضغوطات مورست عليه (ليخرجوا أسوأ ما فيه) ليعبر عن حالة الشعور بالظلم لغياب العدالة وانتشار الفساد، وتراجع الوضع المعيشي والاقتصادي، وممارسة سياسة الجباية وفرض الضرائب عليه، واستمرار مسلسل رفع الاسعار والغلاء في ظل تدني الدخول وتفاقم نسب الفقر والبطالة، وتعبيرا عن غضبه من الشعارات غير المسؤولة التي أطلقها رئيس الوزراء ( أجمل الأيام هي تلك التي لم تأت بعد) في ظل ارتفاع المديونية والعجز في الموازنة.
كيف لهذا الشعب الذي ضعفت لديه الروح الوطنية، وتراجعت الروح المعنوية، أن لا يعصب في وجه زوجتة ؟!! بالتأكيد ليس كرهاً، بل خوفا من الشعور بالعجز والنقص من عدم قدرته على تلبية احتياجات الأسرة الأساسية.. وكيف له أن لا (يبرطم) بكلمات غير مفهومة و( متداخلة الأحرف) في وجه أبنائه (المكرجين)؟! وهم وشهاداتهم ينتظرون الهجرة أو الواسطة للحصول على فرصة عمل أو مبلغ من المال يدعمهم في إنشاء مشروع ريادي يضعهم على خريطة القصص المتميزة التي تعرض في احتفالات مئوية الدولة !!..
فكركم كيف ما بده الشعب الأردني (ينرفز) عند مراجعة الدوائر الحكومية ؟! حيث يجد هناك الكل يعكس قهره على الآخر، وكأن المراجع هو المسؤول عن تردي أحوال الموظف الوظيفية والمعيشية، أو هو المسؤول عن الظلم الذي يتعرض له من مديره، وحرمانه من الترفيعات و الترقيات غير العادلة، تماما مثل (مناكفة الضراير)، المواطن بفش غله بالموظف، والموظف بطلع قهره من الظلم الذي يتعرض له بالمراجع، حتى يشعر المراجع بأن الموظف يعاملة (معاملة بنت الإحمى).. شعب بنتقم من نفسه!!
فكركم الشعب الأردني بعصب وهو بسوق سيارته لأنه صايم ؟!! أكيد لا، لانه كل جور الشوارع وحفرها، وأغطية ( المناهل ) المفقودة التي يقع فيها هو و سيارته تذكره بالضرائب العالية التي يدفعها دون مردود يذكر، فلا توجد شبكة مواصلات محترمة، ولا يجد مكانا للاصطفاف ( لاحتلال ) الشوارع من قبل ( الفاليت ) المجهولة جهة الترخيص، فلا يجد إلا أن يطلق العنان للشتائم وللزامور ليعبر عن غضبه .. ويفش غله..
حتى في الصلاة التراويح تجد ملامح الغضب تعم أرجاء وجهه ليس انزعاجاً من صوت الأطفال الذين يتراكضون ويتصارخون في المساجد، بل لان صوتهم يذكره بعدم توفر حدائق وملاعب للأطفال ..وحين يشتري القطايف يتأكد بأن هناك من يرفض الالتزام بالدور انتقاماً ممن قفز عن دوره في ديوان الخدمة المدنية .. هذا الشعب بحط إيده على قلبه اذا مرض أحد أفراد الأسرة خوفا من غلاء أسعار الأدوية، أو عدم توفرها في المراكز الصحية، أو لاحتكارها من بعض المنتفعين لغياب الحكمة عن برنامج ( حكيم ) الالكتروني ..
اللهم إننا الشعب الأردني المقهور المهضومة حقوقه، نستجير بك من الظلم والقهر، اللهم تولانا برحمتك يا أرحم الراحمين في هذه الأيام الفضيلة وما بعدها …الله عجل لنا الأيام السعيدة التي وعدنا بها رئيس الوزراء.. آمين.. آمين.. آمين!!
اللهم إني أردني صائم
كاتبة وصحافية أردنية