الشاشة الرئيسيةمقالات

هذه ملامح الحكومة التي يريدها الناس يا جلالة الملك .

الدكتور عبدالمهدي القطامين
بعيدا عن نظرية الشك والتشكيك التي تتردد عبر وسائل التواصل الاجتماعي وعبر بث بعض الناشطين هنا او هناك فأن من المؤكد ان لا احد يريد خراب بيته بيده فالاردن كل الاردن بدءا من اصغر عامل فيه وحتى رأس الدولة جلالة لملك ينشدون ان يكون الوطن قويا بهيا جميلا عصيا على الطامحين ويدرك الملك قبل غيره ان هذا الوطن وجد ليبقى مهما كانت الظروف ومهما عصفت بمحطاته الانواء والعواصف وحين يرتفع صوت الناس مطاليبن بالاصلاح فان ذلك حقهم الشرعي لانه لا وطن بدون مواطنين ولا وطن بدون عدالة ولا اصلاح بدون جهات قادرة على الاصلاح لكن الهوة الواسعة بين الناس والحكومات لم تات هكذا طفرة بل جاءت نتاج تراكمات طويلة من الحذر والتربص بين الناس وحكوماتهم وغياب الشفافية في التعامل مع الناس ومطالبهم وغياب الحكومات عن تلمس هموم الناس ومصارحتهم بالحقيقة مهما كانت مفزعة .
فما الذي يريده الناس يا جلالة الملك وانتم من يقرر شكل الحكومة وبعض افرادها ومنهجها عبر خطاب التكليف الذي من المفترض ان تسير على هديه الحكومات لكنه يركن جانبا في كل مرة وتجتهد الحكومات في غير مكان النص “فتخبص ” وتنام احيانا ولعلك يا جلالة الملك اصبت كبد الحقيقة في لقاء عن نوم الوزراء وعدم نزولهم للشارع لمعرفة كيف يعيش الناس وما يطلبون .
الاردنيون القابضون على جمر الحياة منذ نشأة دولتهم الحديثة ما زالوا يقبضون على ذات الجمر وعلى غلبة الدين وقهر الرجال فلم تهتز لهم ثقة ولم تهرم لهم همة والاردنيون الذين خاضوا كل معارك الامة ما زال ابناؤهم يواصلون المسير ذاته والمصير ذاته لكنهم باتوا في حيرة من امرهم ايهما اولا الوطن ام المكاسب الوطن ام الحقائب الوطن ام المناصب وحين تترى الاسئلة بصخبها على صاحب القرار ان يتوقف قليلا وان يصفن صفنة كبيرة بحجم امتداد الوطن لماذا ؟
كانت سنين ثقال تلك التي مرت على الاردنيين وكانوا يفتحون ابواب بيوتهم مشرعة للقادمين من بلاد العرب اوطاني بحثا عن الامن في الوطن الآمن وبحثا عن الرزق في الوطن المحدود الرزق فزاحموا ما شاء لهم الله ان يزاحموا واصبح الصراع المر الذي فيه البقاء للأقوى ولم يكن الاردنيون هم الاقوى في تلك المعادلة المحيرة وبدأت هويتهم الوطنية تذوي مثل ورقة في خريف قاسي واخذوا يبحثون عن مكانتهم في ظل حكومات مارست شوفينية مغرقة مهلكة ولكن هل سأل احد ماذا يريدون ؟
انهم يريدون حكومة وطنية رئيسها واعضاؤها من نفس ملامح وجوههم المتعبة …. يريدون حكومة رئيسها واعضاؤها صناعة اردنية مئة بالمئة ….يريدون حكومة لا يجمع فيها بين الوزارة والامارة والتجارة فان اجتماع كل هذا يؤدي الى التهلكة ….يريدون حكومة لا تطل على الناس من برج عاجي وتخفي الحقائق عن الناس …..يريدون حكومة تكاشف وتحاور وتستقي الحلول من ابناء الوطن المؤهلين لذاك …..يريدون حكومة مشى اعضاؤها في حارات الوطن وحواريه حفاة وكانوا يذهبون الى المدارس والدنيا “صب من الرب ” مشاة يتابطون رغيف خبز شعير وما تيسر من حبة تمر او “لهوة ” لبن ….. يريدون حكومة تقول لهم بعيدا عن استخدام اي نوع من انواع التجميل او المساحيق ” هذا هو القدر وهذه هي المغرفة ” ….. يريدون حكومة تعرف متى واين تتخذ القرارولا ترفع سعر الكاز في “وجه الشتاء ” ولا تهدد ولا تتوعد لكنها تحاور وتناور وتطيب الخواطر …. يريدون حكومة يجول اعضاؤها في كل بقاع الوطن بلا حرس ولا حمايات ولا مواكب يجسون مكامن الوجع ويرسمون معالم التنمية تبعا لكل ظرف ولكل بيئة …. يريدون حكومة غير مغرمة باتخاذ فنادق الخمس نجوم ملتقى لاجتماعاتها بل تتخذ من بيوت الشعر مكانا للقاء الناس حيث يسكنون وحيث مرابع صباهم …. يريدون حكومة لا تنتظر باخرة قمح جاءت “صدقة ” قادمة من بلاد بعيدة فيحتفلون بقدومها بالرقص والاغاني والهجيني بل حكومة تدعو الى اكل مما نزرع ولبس مما نصنع وترشد الاستهلاك الباذخ الذي استنزف كل عملتنا الصعبة …. يريدون حكومة تطبق القانون على الجميع سواسية …. يريدون …. يريدون …. يريدون .
فهلا ارحتنا بها يا ابا الحسين .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى