فكر وثقافةمقالات

الغثاء الفكري ….من ينهيه ؟

د.عبدالمهدي القطامين
منذ رفعت دائرة المطبوعات والنشر والمكتبة الوطنية رقابتها عن السوية الفنية لكافة الاعمال الادبية شهدت الساحة الثقافية الاردنية انفلاتا غير مسبوق في عدد وكم الاعمال الادبية المنشورة حتى بدأنا نرى العشرات من الروائيين والروائيات ولكن لم نر رواية ونرى العشرات من القاصين والشعراء ولكن لا نرى شعرا ولا قصة وباطلالة سريعة على ما ينشر من اعمال روائية يمكن الوصول الى ان مطلع التسعينيات من القرن الماضي انتهى الى جمود واضح في السوية الفنية للاعمال الادبية وارتفاع متزايد فيما تقذف به دور النشر من اعمال ذات سوية فنية هابطة لكنها استكملت ثالوث الرقابة الحكومي ….الدين والجنس والسياسة وبغير ذلك فالكتابة متاحة لكل من رغب في تسويد صفحات مطبوعات بهذيان واضح لا يمكن تصنيفه تحت اي بند من بنود الابداع والفن المتمكن .
لا يعني ما تقدم ان هناك من شذ عن القاعدة وقدم سوية فنية عالية ترقى الى مصاف الادب المتطور الواعي الذي يسعى الى التنوير والمعرفة والمساهمة في رقي مقاصد الادب وتوجهاته .
هل ساهمت الرقابة المحددة على الثالوث المشار اليه
واهمال الجانب الفني والبناء المتين في تراجع العمل الادبي الاردني بكل تأكيد لقد ساهم ذلك وادى الى فلتان دفع بالغث الى الواجهة واصبحت الاعمال الادبية سمتها الهبوط فتراجعت القراءة لدى من كان لديه مثل هذا التوجه لأنه لم يجد ما يقرأ وان وجد فأنه مقتنع تماما بهباء المعرفة وغثيان الفنية في النص .
على الجهة المسؤولة عن اجازة المطبوعات وهي الان المكتبة الوطنية ان تدخل السوية الفنية لدى اجازة اي مطبوع وبغير ذلك فأننا سنرى الكثير من الروائيين ولن نرى رواية واحدة والكثير من الشعراء والقاصين ولكن بلا اي شعر او قصة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى