الشاشة الرئيسيةمقالات

المخدرات والتطرف الفكري …. انقذوا هذا الجيل

 

الدكتور عبدالمهدي القطامين

من المؤسف ان ظاهرة تعاطي المخدرات اصبحت امرا محتوما في كافة مناطق المملكة ولا استثني منطقة واحدة من هذه الافة  لكن هناك من يصر على انها بعد لم تشكل ظاهرة وهذا الاصرار ليس له ما يبرره فماذا يعني ان تشاهد مدمن المخدرات حتى في قرى الواطن النائية وماذا يعني ان يتم تشابك هذه القضية مع قضية الارهاب المجتمعي ولا اقول الفكري وماذا يعني ان يتم مصادرة ملايين من الحبوب المخدرة مع الاصرار على انها متجهة الى دول اخرى لكن الحقيقة ان في الداخل ما يكفي ليكون كل شباب البلد في حالة تخدير دائم ومن يقول بغير ذلك فهو واهم .

اذا كان الامر كما وصفت وهو اقرب الى ذلك فان الدور الاول يقع في مواجهة هذه الظاهرة ليس على الاجهزة الشرطية وليس على الشباب انفسهم لكنه يقع على وزارات التوجيه واعني هنا التربية والتعليم والشباب والاوقاف والاعلام والثقافة لتقوم بمهمة التنوير ونشر الوعي بين افراد المجتمع بعيدا عن انشطتها الروتينية اذ يقوم الوزراء  في اغلب الاحيان برعاية احتفال او ورشة او قص شريط معرض كتاب او معرض فني في صالات فارهة ووسط حضور بروتوكولي دائما يحضره نفس الاشخاص ونفس النخب .

على وزارات التوجيه كافة النزول الى الشباب في كل القرى الاردنية التي باتت تعج بالمخدرات والانحراف والتطرف وعليها ان تكون في مقدمة من يحارب ويوجه ويشرح ويناقش ويحاور الشباب بعيدا عن البرتوكولات التي لا تغني ولا تسمن من جوع  واذا علمنا ان اي ندوة لا بد لها من ان تعيد شابا واحدا الى سكة الصواب فإننا آنذاك نكون قد وضعنا الخطوة الاولى في تخليص الجيل من وهم يعيشونه وبدأنا تدريجيا في رحلة الخلاص من المخدرات والتطرف المجتمعي والفكري ايضا .

كل ساعة انتظار وكل يوم انتظار دون البدء في تنفيذ خطة وطنية لمحاربة ما ذكرت هي عبء على الوطن وهو انتظار قاتل لنا وللوطن ولأجيال باتت حائرة تبحث عن الخلاص حتى ولو في طرق مليئة بالخطأ والخطايا .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى