الشاشة الرئيسيةمقالات

النقب – العقبة.. عزلة قادمة!

علاء القرالة

أن تسلك الطريق الصحراوي باتجاه العقبة ذهابا وإيابا ستشعر بأن العقبة ستعزل قريبا عن بقية مناطق المملكة ومثلثها الذهبي، نتيجة الخراب والدمار الذي أصاب الطريق المؤدي إليها «النقب- العقبة».

الطريق سيئ جدا لدرجة أنك تخشى الموت في أي لحظة، فلن تجد مثل قساوة هذا الطريق بما يحمله من حفر عميقة وتعرجات تكاد تفقدك السيطرة على المركبة، حتى أنك لن تجد مثله في الدول التي تعتبر أقل من نامية، وخاصة إذا ما كان الطريق رئيسياً باتجاه المدينة الساحلية الوحيدة لديها، وأحد أبرز معالمها السياحية، بالإضافة إلى أنها شريان حياتها الاقتصادية، فمن خلالها يتم نقل الواردات والصادرات من سلع وبضائع عبر الميناء الذي تحتضنه العقبة.

مساحة الطريق الممتد ما بين النقب والعقبة لا تتجاوز 65 كيلو، غير أنها الاخطر والأكثر صعوبة، فحين تسلكها تقتل شغفك بالوصول إلى المدينة الساحلية، كما أن العودة منها أيضا تلغي كل تصور جميل بنيته خلال زيارتك عن هذه المدينة أو وادي رم أو العقبة، ما يدفعني ويدفع سالكيها الى التساؤل، لماذا لم تتم صيانة هذا الطريق ضمن عمليات صيانة الطريق الصحراوي، وخاصة أن الكلف لإعادة تعبيده من جديد لا تكاد تتعدى 60 مليون دينار بحسب الخبراء؟، أم أن الاهتمام في مدينة العقبة يقتصر على ما في داخلها فقط، بغض النظر عن ما يحيطها ويتهدده? بسبب استمرار سوء الطريق الذي يقود الجميع أردنيين وسواحاً إليها.

مجهودات كبيرة تبذل في العقبة، على كافة المستويات سياحية واستثمارية وخدمية وبنية تحتية، ومشاريع مستقبلية تدعو إلى التفاؤل حيال مستقبل هذه المدينة التي تعتبر ثغرنا الوحيد للحياة البحرية والساحلية، كما أن فيها موانئنا السياحية والصناعية والحاويات، فكل ما في المدينة يذهب بك إلى أنها نفضت عنها لباس البيروقراطية واستبدلته بلباس التميز والعمل والمثابرة دون إبطاء، وهذا يجعل على الجميع مسؤولية اكمال هذا المشهد الجميل، من خلال إلغاء أي تشوهات قد تعكر النظرة إليها والإنجاز القائم فيها حاليا وعلى امتداد عشرين عاما ماض?ة.

المنطق والواقع يجعلنا نتساءل كيف لنا أن نغفل عن طريق تتشابك تفرعاته مع أجمل وأفضل ثلاث واجهات سياحية لدينا: العقبة ووادي رم والبترا، والتي تمثل مثلثنا الذهبي، وكيف لنا أن نسمح بأن نجعل من هذا الطريق وفيه العجب المشهد الأول للقادمين إليها من أردنيين وسائحين ومستثمرين، وكيف لنا ان نجعله المشهد الأخير لمن يغادرها.

عند بنائك لبيت جديد فإن أول ما تهتم به مدخل البيت وجماليته، لأنه سيكون عنوان البيت من قبل الزائرين إليك، فإن كان مدخلة جميلاً وبغض النظر عما في داخله، أخذت عنه فكرة جميلة، وفي حال أهمل هذا المدخل ولم يكن جميلاً أو لائقاً وأنيقاً فإن الفكرة ستكون سيئة وحتى ولو كان في داخله أجمل الزخارف والنقوش وأنفس ممتلكات العالم، فأي فكرة تريدون أن تعكسوها عن مثلثكم الذهبي وخاصة المدينة الساحلية الوحيدة لديكم «العقبة”؟!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى