الشاشة الرئيسيةمقالات

معركة التعليم

كتب الدكتور جميل الشقيرات

لو قرأنا الأسباب الحقيقية وراء تقدم اغلب الدول لوجدنا أن ما احدثتة من تغييرات سياسية وتعليمية موفقة وتربية ناجحة ومؤسسات تعليمية ناضجة وأنظمة تعليمية متقدمة هو السبب الرئيس في تقدمها وإزدهارها .
دول لم تترك شبابها عاطلين عن العمل أو مهمشين بعد سنوات قضوها على مقاعد الدراسة من الجد والكد في ظل حرية وكرامه يحصلون على وظائف وعمل شريف يليق بالشهادات المتحصلين عليها. دول لم يجد خريجوا جامعاتها أنفسهم على قارعة طريق الحياة تأكل كراسي المقاهي حياتهم وتسرق أوقاتهم.
دول نجحت في صناعة الأجيال وهندسة التوازن الاجتماعي جاء نتاج تعليم ناجح موفق وملاءمة بين مخرجات التعليم ومدخلات سوق العمل وتعمقت في تحليل النماذج الناجحة في بلدان تساويها في الموارد المتنوعة في كنف الأمن الاجتماعي والسياسي والاقتصادي .
وإذا اتفقنا على أن البطالة المتفشية بين شبابنا وشعورهم بالإحباط واليأس هو بيت الداء في المجتمعات العربية بل وقنبلتها الموقوتة والقشة التي ستقصم ظهر بعيرنا العربي ..
فالمتهم الرئيسي لدينا هو التعليم وخياراته منذ استقلال شعوبنا عن الاستعمار حيث سهت كثيراً من دولنا العربية عن التعليم ولم تضعه من ضمن اولوياتها مما ادى الى ظهور سلوكات وظواهر اجتماعية سلبية كالعنف والإرهاب والتنمر بأنواعه المختلفة والمخدرات والتي لن تكون لو احطنا تعليمنا وتربيتتا بالرعاية والاهتمام.
لنتفق جميعاً على أن التعليم هو معركتنا الحقيقية وانه هو الملاذ لكل اصلاح وتقدم لاي مجتمع ، واذا استلهمنا تجارب الدول المتقدمة في تحقيق الانتصار في معركة التعليم لكان بمقدورنا صناعة أجيال قادرة على مواجهة تحديات العصر…
ولنكن صرحاء بان التعليم لدينا ليس بخير فبدون انفتاح دائم على ما يجري في العالم من تطور وتجديد، وبدون القدرة على التغيير الدائم لمواكبة التجديد المستمر سنتخلف عن غيرنا.
فنحن، شئنا أم أبينا، نعيش في عصر العولمة، وثورة المعلومات والاتصالات والانترنت، وإذا لم نفهم العالم الذي نعيش فيه، سنتخلف ويتجاوزنا قطار الإصلاح ونبقى نتغنى بأمجاد الماضي..
اذا اردنا ان نتجاوز ازماتنا وخيباتنا فلننتصر في معركة التعليم..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى