الشاشة الرئيسيةمقالات

الجسر العربي …. وطوق النجاة

د. عبدالمهدي القطامين
بعد ان تنامي خطر الإبحار عبر باب المندب على البواخر التجارية التي تسلك تلك الطريق والمعبر الدولي من اوروبا الى منطقة الشرق الأوسط وبالعكس جراء التعرض للسفن هناك من قبل الحوثيين وبعد عزوف اشهر الخطوط البحرية عن المرور عبر باب المندب لتتحول الى رأس الرجاء الصالح في رحلة تستغرق وقتا اضافيا ينوف على ثلاثة أسابيع بما يشكل ذلك من ارتفاع في الكلف والتامين والتأخر في وصول البضائع الى مقاصدها النهائية جاء الإعلان عن المسار البحري الجديد بين الاردن ومصر عبر بوابة الجسر العربي للملاحة صاحبة الخبرة الطولى في النقل البحري والتي تمتلك الاسطول البحري المناسب لديمومة حركة النقل والشحن خاصة الحاويات .
هذا القرار وهذا المسار الجديد شكل طوق النجاة للخطوط البحرية وللصادرات والواردات الأردنية بعيدا عن التأخير وبعيدا عن ارتفاع الكلف وبحسب مدير عام شركة الجسر العربي عدنان العبادلة فان المسار الجديد ستكون كلفته اقل من كلف النقل عبر باب المندب اضافة الى السرعة في المرور دون تعقيدات التفتيش الجمركي والمعاينة وغيرها من الاجراءات التي كانت تشكل عقبة في المرور السريع للبضائع الى مقاصدها النهائية بالاتجاهين .
مجددا تظهر شركة الجسر العربي كناقل بحري مهم في الاقليم ومجددا تظهر اهمية هذه الشركة التي هي نتاج تحالف اقتصادي بعيد النظر بين الأردن والعراق ومصر تقوم فلسفته على تمتين العلاقات الاقتصادية بين البلدان الثلاث وتسهيل حركة التنقل الفردي ونقل البضائع إضافة الى رمزيتها في انه يمكن انشاء تحالفات اقتصادية متينة بين الدول العربية حتى ولو تضاربت الاراء السياسية او زادت الخلافات في مجمل القضايا الدولية والإقليمية الا ان المؤكد ان التعاون الاقتصادي هو سبيل النجاة مثلما يحدث اليوم في المسار الجديد الذي شكل طوق نجاة مؤكد من تداعيات الحرب الظالمة التي تشنها دولة الاحتلال على غزة .
ملخص القول ان الاختلافات السياسية ينبغي ان لا تقف في وجه اي تعاون اقتصادي اذا اردنا ان نكون امة واحدة متعاضدة في السراء والضراء وربما يصلح الاقتصاد ما افسدته السياسة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى