الشاشة الرئيسيةدوليمحليات

لمشروع التطبيعي الإماراتي “يترنّح قليلاً” بعد “الإنزال السعودي”: إشعار بدعم “تحلية مياه العقبة” وخلافات “فنية” لها علاقة بـ”نيوم وسكّة القطار الإقليمي والطيران والبيئة”.. الأردن “قد يتراجع” وقراءة سياسية لمُقابلة المخضرم حدادين

رصد ….. الغواص نيوز

يبدو أنّ فرصة صمود ما سمي باتفاقية خطاب النوايا بين الأردن وإسرائيل في قطاعي الماء والكهرباء باتت أصعب بكثير الآن.
وذلك في ظل ما تردّده أوساط دبلوماسية غربية ومصادر مختصة عن مراجعة بعض التفاصيل الفنية لتلك الاتفاقية التي ألهبت الشارع الأردني مجددا ضد التطبيع.
وأيضا في ظل ما تسميه المصادر بإنزال سعودي سياسي قوي خلف خطوط تلك الاتفاقية وعلى أساس انها تلحق ضررا يلمسه الخبراء بمصالح مشاريع نيوم السعودية وبصورة حصرية.
وأن تلك المحاولة لتبادل خدمات الماء والكهرباء البديلة بين الاردن واسرائيل وبغطاء وتمويل إماراتي لم تكن منسقة مع السعودية خصوصا في البُعد السياسي وبشكل أكثر خصوصية في مجالي الحفاظ على البيئة وتأثير استخراج الطاقم الشمية على حركة الطيران ومستويات التحليق المرتفع والمنخفض إضافة لحزمة من الملاحظات الفنية التي يقول فيها خبراء باستحالة وكلفة تحلية مياه صالحة للاستعمال وإرسالها أو تخزينها إلى الأردن عبر إسرائيل وبعد تحليتها على شواطئ البحر المتوسط المحتلة.
الإنزال السعودي المشار اليه تحرك بماكينة ثقيلة خلف الكواليس لإحباط ذلك المشروع.
ويبدو أن الحكومة الاردنية تتصور بأن خلافات إماراتية سعودية لها علاقة باليمن وإيران وتركيا وحتى بمصر هي التي أدّت إلى محاولة سعودية لإحباط المشروع الاماراتي الجديد بمشاركة الأردن وإسرائيل ردا فيما يبدو على تحرك إماراتي سابق قبل عدة اشهر حاول فرض بصماته على استثمار ضخم له علاقة ايضا بالأردن وإسرائيل ومرتبط بمشروع سكة الحديد الاقليمية الضخمة.
السعودية تبذل جهدا ملموسا بالنسبة لوزارة الخارجية الاردنية وتقييمها لإظهار التباين مع أبو ظبي في ملفات مشاريع السلام الابراهيمي وحرصا على مستقبل مشاريع الـ نيوم العملاقة على سواحل البحر الأحمر.
ولاحظ الجميع في عمان امس الاول بأن وفدا رسميا اردنيا اجتمع في العقبة وبدا الحديث عن تشاور فني لإقامة محطة لتحلية المياه على شواطئ مدينة العقبة وتوقيت هذا الاجتماع يؤشر على ان حكومة الاردن لديها قابلية لتنويع الخيارات وانها يمكنها عدم الاستسلام لفكرة المشروع الاماراتي فقط في رسالة يعتقد ان الهدف النهائي لها الشقيق السعودي الاكبر.
ويعلم الجميع بأن تحلية المياه في العقبة تحتاج لموافقة دولتين مجاورتين هما مصر والسعودية.
ويبدو أن عمان تلقّت مبكرا إشعارا بأن الرياض لا تمانع تحلية المياه في مدينة العقبة.
ويمكن تفسير هذا الإشعار على أنه تدخّل سعودي إضافي يحاول تجنيب الأردن الاسترسال والتعمّق في المشروع الإماراتي لتبادل خدمات الكهرباء والمياه خصوصا وأن المصالح الاردنية علقت في حسابات سعودية إماراتية تنافسية لها علاقة بمشاريع الطاقة والسياحة والخدمات إضافة إلى مشروع سكة القطار الاقليمي الذي يفترض فيه الربط ايضا مع مصر والعراق وحتى دول الخليج العربية.
بكل حال ساهم أبرز خبير مياه في الأردن وهو وزير المياه الأسبق والمفاوض العنيد للإسرائيلي الدكتور منذر حدادين بمحاولة تأخير أو حتى دفن الاتفاقية الإماراتية عندما استضافته فضائية المملكة الأردنية في مقابلة سخر فيها من المشروع فنيا وتحدث عن وجود مياه في جوف التربة لبلاده تكفي لـ 500 عاما.
تحفّظات الدكتور حدادين على السيناريو الإماراتي لتبادل المياه والكهرباء البديلة بين الأردن وإسرائيل احتفت بها العديد من النخب الاردنية واعتبرت تصريحات الوزير الخبير حدادين قفزة محسوبة وصلبة في الاتجاه المعاكس للسيناريو الإماراتي لا بل نظر لها في بعض الجزئيات باعتبارها في صالح البوصلة السعودية وباعتبارها ممثلة للحرس الأردني القديم الذي يؤمن بأن العلاقات مع السعودية هي الأساس في التموقع والتخطيط والاشتباك.
إلى ذلك بدأت أوساط مقربة من وزير المياه الأردني الدكتور محمد النجار تتحدّث عن اتفاقية دبي باعتبارها مجرد عرض فني وبصورة تُقلّل من أهميتها وبدأ مسؤولون كبار في الأردن يبلغون بعض النواب والإعلاميين بأن الاتفاقية الإماراتية ليست قدرا وبأن عملية مراجعة تجري لها الآن لكن تلك الإبلاغات قد تكون تكتيكية وهدفها احتواء الغضب الشعبي الأردني والسعودي السياسي الفني. راي اليوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى