الشاشة الرئيسيةمقالات

الحرب الروسية الانجلو سكسونية الخطرة في اوكرانيا المآلات المحتملة

الغواص نيوز

كتب أ.د أحمد القطامين

في الحلقة الاخيرة من محاولة احكام الطوق الامريكي البريطاني على روسيا اندفعت القوات الروسية الى داخل اوكرانيا في فبراير الماضي في عملية عسكرية محفوفة باشد المخاطر والاشكاليات السياسية والعسكرية والاقتصادية، لكنها كانت ضرورية جدا لروسيا التي شعرت ان الغرب قد احكم قبضته على عنق الدب الروسي وان آخر ما تبقى من حلول تتمثل في اوكرانيا التي ان انعتقت من النفوذ الروسي وانضمت للتحالف الغربي ستكون آخر خطوط الدفاع عن روسيا قد سقطت.

ان الصراع الراهن في اوكرانيا هو في الواقع صراع بين قطبين كبيرين، القطب الصيني الروسي والقطب الامريكي البريطاني (الانجلوسكسوني) ومن سينتصر في نهاية هذا الصراع سيحكم العالم ويتمكن من نسج معادلات القوة والنفوذ على الساحة الدولية لحقب طويلة قادمة قد تمتد حتى نهاية القرن الحالي.

لهذا نرى بوضوح شدة الاصرار الغربي على منع روسيا من تحقيق الانتصار في اوكرانيا من جهة واصرار روسيا على تمتين دعائم انتصار لا لبس فيه من جهة اخرى..

تمتلك روسيا خمسة جيوش في خمسة مناطق عسكرية، زجت بجيش واحد في المعركة في اوكرانيا وهو جيش المنطقة العسكرية الوسطى ولا زالت المناطق العسكرية الاخرى، بعدها وعديدها، بعيدة عن ساحات الحرب.

امريكا تعلم ان بلدا كروسيا غير قابل للهزيمة، لانه يمتلك ترسانة نووية مصنفة غربيا بانها الاقوى في العالم، ويمتلك جيشا تقليديا يعد واحد من اقوى جيشين في العالم المعاصر، ويمتلك ثروات لا تحصى من المياه والنفط والغاز والحديد والمعادن والمواد الغذائية وسهول القمح الشاسعة والموقع الجغرافي الاستراتيجي المطل على اوروبا والبحار في شمال الكرة الارضية، وتاريخيا روسيا لم تشهد هزيمة واحدة من محاولة اخضاعها من جيوش نابليون الى غزوات هتلر الى يومنا هذا.

اذن التحالف الانجلوسكسوني امام خصم غير قابل للهزيمة، قد يخسر معركة هنا او هناك الا ان هزيمته مشروع يستعصي على التنفيذ.

اذن، ما الذي يسعى اليه التحالف الامريكي البريطاني من وراء الدعم غير المسبوق لاوكرانيا لتقاتل نيابة عنه حتى لو دمرت اوكرانيا عن بكرة ابيها؟

الجواب، انه ضعف في ألية التفكير الاستراتيجي لدى النخب الحاكمة في امريكا وبريطانيا، وربما ايضا حالة الغطرسة التاريخية التي تتصف بها الدولتين اضافة الى ضعف اشد لدى القيادات في الدول الاوروبية التي تعمل على شكل “كمبارس” لجوقة الحرب الامريكية البريطانيةفي اوكرانيا والتي وجدت نفسها تفقد احد اهم عناصر قوتها الاستراتيجية وهي موارد الطاقة الروسية المسؤولة عن التقدم الاقتصادي الهائل فيها، والسبب الاول والرئيسي لحالة الرفاه منقطع النظير في اوروبا خلال العقود الماضية..

ويظل السؤال الحاسم الذي يبحث عن اجابة وافية، وهو؛ هل امريكا وبريطانيا تسعيان حقا الى انجاز هدف ذو بعدين، اضعاف روسيا كثيرا بخلق مستنقع اوكرانيا لاستنزافها بشكل دائم من جهة، واضعاف اوروبا لتبقى تحت العباءة الامريكية الى ما شاء الله من جهة اخرى؟

سؤال ربما ستزودنا الايام والمراحل الزمنية القادمة باجابات شافيه عليه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى