اليوم الوطني للقراءة

بقلم الدكتور جميل الشقيرات
جاء تحديد اليوم التاسع والعشرين من شهر أيلول من كل عام يوماً وطنياً للقراءة تعبيراً على ان القراءة من اهم الادوات المفيدة في بناء الإنسان وتنمية تفكيره ومهاراتة، لما ينتج عنها من اكتساب المعلومات الجديدة النافعة والمعارف الفريدة الناصعة التي من خلالها يتنور العقل بنور العلم النافع، ليصبح كالشمعة التي تضيء لصاحبها الطريق في الظلام الدامس.
ونعلم أن أول آية نزلت على النبي، صلى الله عليه وسلم، “اقْرَأْ باسْمِ رَبِّكَ الذي خَلَقَ”، وهذا دليل على فضل القراءة وأهميتها وعظم منزلتها.
وحيث اننا نعيش في عالم افتراضي مجنون فإن أن وسائل التواصل الاجتماعي بتفريعاتها المختلفة، وشاشات القنوات الفضائية أصبحتا منافسا قوياً لفضيلة القراءة في وطننا ، بل يمكن الجزم أنهما احتلتا الأولوية وسرقتا الوقت منا فلم نعد نقرأ سوى بضع صفحات سنوياً ونمضي جل وقتنا متنقلين بين هذه الوسائل في مواضيع قد لا تكون مفيدة ومضيعة للوقت.
نحزن عندما نعرف أن كل ٨٠ مواطنا عربيًا يقرؤون كتابًا واحدًا في العام، بينما المواطن الأوروبي يقرأ ٣٥ كتابًا، وأن المواطن العربي يقرأ ٦ دقائق سنويا، بينما يقرأ المواطن الأوروبي ٢٠٠ ساعة.، والأدهى من ذلك أن المواطن الأسرائيلي يقرأ ٤٠ كتابا في العام الواحد.
وهنا لا بد أن تقوم كافة المؤسسات التربوية والتعليمية بدورها التوعوي عن اهمية القراءه وان تأخذ بأيدي أبنائنا
لتحسين مستوياتهم القرائية ورفع درجة تفاعلهم مع ما يقرؤون فهماً وإدراكاً وتحليلاً ونقداً وعلى المعلمين أن يتعاملوا مع حصة القراءة كحصة متعة واستزادة وان يفعلوا دور المكتبات التي أصبحت مهجورة ، وعلى المعلمين في المدارس والجامعات أن يلغوا من أذهان طلبتهم فكرة أن الشعوب العربية لا تقرأ، وأنها إذا قرأت فإنها لا تفهم ما تقرأ. وعليهم أن يرشدوا الطلبة إلى النافع من الكتب والمواقع الإلكترونية المفيدة، التي توسّع دوائر معارفهم وتخدم مجتمعهم ووطنهم.
يا سادة..القراءه تروح عن النفس وتنعش الذاكرة وتمنع الأمراض الطارئة..القراءه يا سادة لا تفشي اسراركم كما هي وسأئل التواصل الاجتماعي بل تزيدكم حكمة وصواباً..
سئل أحد العلماء: لماذا تقراء كثيراً؟ فأجاب: لأن حياة واحدة لا تكفيني.
يقول المتنبي:
اعز مكان في الدنى سرج سابح
وخير جليس في الزمان كتاب..