“قصة الحضارة الإنسانية”.. إصدار جديد لـ أنس شكشك

صدر عن دار الشروق للنشر والتوزيع، عمان، فلسطين، كتاب بعنوان “قصة الحضارة الإنسانية: المعتقدات والأساطير”، للمحاضر في كلية التربية، جامعة حلب د. أنس شكشك.
يرى المؤلف أن التاريخ ليس مجرد متحف نجول فيه بهدف المعرفة فقط، بل لا بد من الربط بين ما مضى وما هو في واقع حياتنا المعاصرة.
يتناول الكتاب العديد من المواضيع، منها مصطلحات علم دراسة الإنسان الثقافية، المجتمعات البدائية، البداية النظرية لدراسة الإنسان، طبيعة الحياة، نظريات طبيعة الحياة، الأصول الدينية، سمات الدين، الأسطورة، الحضارة، سمات الثقافة دراسة جديدة لعالم متغير، أنماط الوحدات الاجتماعية، العصور الأولى للتكوين الطبيعي، العصور الجليدية والعصور الحجرية، دراسة في عقدة التوتمية، المقدس لدى الشعوب البدائية، المعتقدات الدينية لدى قدماء الشعوب، غرائب الاعتقادات في الفكر الإنساني البدائي.
يعتبر المؤلف أن دراسات علم الإنسان قديمة جدا، قدم الإنسان ذاته، فحينما عاشت الجماعات المختلفة بعضها مع بعض الآخر أو عندما كانت متجاورة، وقد أثار هذا الوضع فضول تلك الجماعات، خلال اتصالها ببعضها بعضا، لمعرفة طبائع كل منها الأخرى، ربما بهدف السيطرة، ومن ناحية أخرى وصف ثقافات الشعوب وتقديم الملاحظات عن الطبيعة الإنسانية والوجود البشري، كما افترضوا بعض التفسيرات التي توضح الاختلافات بين بني البشر، سواء من الناحية الطبيعية العضوية أو العادات والتقاليد، ومهما يكن من أمر، فإن البدايات الأولى لهذا العالم ترجع إلى الفلاسفة والمفكرين القدامى الذين تناولوا مواضيع تتعلق بالدين والسلالة والمجتمع، ولكنها اصطبغت بالصبغة الفلسفية.
ويرى شكشك أن العالم اهتم بالجنس البشري، فدرس مجتمعاته ووسائل الاتصال فيما بينهم وكل ما ينتجونه، سواء أكان مادة أو علاقة اجتماعية أو فكرة، ويتقيد ببحث موضوع واحد لا يخرج عنه وهو الإنسان، بهدف تقديم فهم متكامل ومترابط عنه واستقراء أنماط الحياة المستقبلية. إلى جانب دراسة الإنسان كجزء من منظور شمولي يتجه الباحثون عند دراستهم لأسلوب حياة مجتمع معين إلى الربط بين الجانبين المعنوي والمادي لما يدور في الحياة اليومية للناس، وإبراز الكيفية التي ينظم بها الأفراد والجماعات وسائل معيشتهم والمحافظة على بقائهم.
ويقول “إن الإنسان البدائي لم يكن يشغله كثيرا أن يقيس الزمان والمكان قياسا دقيقا، أو أن يتأمل مصيره، كان يعيش من الصيد وقطف الثمار أو يزرع الأرض على ضفاف الأنهار أو الينابيع، ويخضع لدورة القمر والفصول ومصادفتها خضوعا مباشرا، ولقد ولدت النظريات العلمية بالتدريج وبدأ الإنسان مع التطور الذي أصاب نمط الحياة. كما أنجزت روزنامات أصبحت أنماط مرجع ثابتة، على الرغم من أنها محدودة في الإطار الميثولوجي لثقافة معينة، فكانت الروزنامة التي تتوافق مع المبادئ الدينية والسياسية الى أشهر وأيام”.
ويشير الى أن الإغريقيين كانوا من الأوائل الذين طرحوا على أنفسهم أسئلة وعن العالم، وأسموا فلسفة هذا الحقل من التفكير اليوناني “حب الحكمة”، وكان أرسطو قد كتب “إن الدهشة التي كان الإنسان يعانيها، هي التي قادته إلى التفلسف حول ظاهرات القمر، والشمس، والنجوم، وحول نشوء الكون، واستخدمت الكشوف العلمية وطرائق البحث العقلاني، لمقاومة الخرافات والمعتقدات والأساطير”.
وينوه إلى أن الفكر الديالكتيكي كان يعارض القضية بنقيضها، وكانت الذهنية الكلاسيكية تجليات في الفكر المعادي للعلم، وكانت تؤثر مفهومات الكلية، والتنظيم، والانتظام، والسير في وحدة الشكل، فإذا قصرنا فهمنا للواقع على الظاهرات الطبيعية والمحسوسة، وإذا سلمنا بأن المفهوم التقليدي “للشكل”، يتحدد تبعا للتماثلات والتوافقات الرياضية، فإنه يكون لدينا لمحة لماهية نمط التفكير العلمي.
وكانت الحجج المعادية للعلم ترتكز على مجموعة من الفروض الرومانسية التي كانت تلح على الأهمية الفكرية والقيمة الإنسانية للتجربة المباشرة، وليس ثمة حاجة لمنح التجربة بنية أو مدى كليا حتى تمنحها دلالتها.
ويرى أن الرومانيين كانوا يرون أن بوسع الإنسان أن يفهم العالم مستعينا بالحدس، والإبداع، والخيال، والعلاقات الفردية.