الشاشة الرئيسيةمقالات

ضعف القيادات الغربية وتوتر الاعصاب الروسية يقودان العالم الى الكارثة

أ.د. احمد القطامين

في كل لقاءاتنا بالغربيين في مناسبات عديدة، عادة ما يأخذون علينا في العالمين العربي والاسلامي مسألة ضعف القيادات السياسية في بلداننا ويطرحون السؤال التالي: كيف يسمح مجتمعيا لعدد قليل من الاشخاص غير المنتخبين شعبيا ان يتحكموا بعملية اتخاذ القرار الاستراتيجي الذي يترتب عليه المقامرة بمصائر شعوب باكملها.

الفكرة، التي يعترضون عليها تتمحمور حول طبيعة ومستوى الوعي لدى متخذ القرار السياسي في عالمنا العربي والاسلامي، وهذا صحيح من حيث المبدأ، لان سبب المعاناة الوطنية والتنموية والفكرية في هذه البلدان تعود لهذه المشكلة بالتحديد ولا خلاف على ذلك، لكن ماذا ايضا عن سلوك القادة الغربيين في عملية اتخاذ القرار في التعامل مع مشكلة الحرب الروسية الاوكرانية، هل هناك ما يدل على ان قادة امريكا واوروبا يتمتعون بالمهارات المطلوبة والتأهيل الفكري والسياسي المناسب للتعامل مع ازمة استراتيجية بامتياز تهدد مستقبل العالم برمته.

الولايات المتحدة التي يتفرض انها “كبير” العائلة العالمية تتصرف بطريقة المراهق، طريقة تتسم بالبدائية والاستفزاز مع معضلة عالمية قد تقود اذا استمرت الاحوال تتطور بنفس الوتيرة الى حرب عالمية ثالثة. من الامثلة على هذا السلوك المتردي في عملية اتخاذ القرار عندما قامت ادارة بايدن بتزويد الجيس الاوكراني باسلحة عالية الدقة وشديدة الفاعلية اتاحت للجيش الاوكراني ان يصطاد السفينة الحربية الروسية “موسكو” في مياه البحر الاسود، وهي السفينة ذات القدرات الاضخم في سلاح البحرية الروسي على الدفاع عن نفسها ضد اي هجوم من اي نوع.

عندما يتعامل الكبار مع بعضهم البعض، هناك معطيات ومعايير تتطلب حالة التوازن بينهم عدم اللجؤ الى عمليات دفع الطرف الاخر الى الحائط، خاصة اذا كان هذا الطرف الاخر يمتلك قدرات تستطيع تدمير كوكب الارض في لحظات خاصة اذا كان الطرفان والعالم يعيشون حالة من التأزم وتوتر الاعصاب، عندها يصبح نوعية السلوك هو صمام الامان الوحيد المتبقي لمنع الموقف من الانزلاق الى حافة الهاوية.

العالم امام خطر حقيقي ناتج عن ضعف مفرط في القيادات الغربية التي تتصرف بطريقة انتقامية تغيب عنها الحكمة وتعد اكثر اثارة للاسئلة والملاحظات من سلوكيات حكام الدول في العالم العربي والاسلامي الذين داوم الغرب على انتقادهم لهذه الاسباب.

اذا استمرت حالة “فراغ القيادة” في العالم الغربي مع التطورات المتسارعة وغير المفهومة في الحرب بين روسيا واوكرانيا، فان الخشية ان العالم سيواجه مصيرا كارثيا غير مسبوق ولعل شيئا ما سيحدث لوقف هذه الحرب المدمرة ومنع وقوع الكارثة التي اخذت احداثها تتدحرج بين ضعف القيادة في الدول الغربية وتوتر الاعصاب المفرط عند القيادة الروسية..

qatamin8@hotmail.com

* اكاديمي وكاتب عربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى