الشاشة الرئيسيةمقالات

وقفات مع كلمة الملك عبدالله الثاني حفظه الله ورعاه

الدكتور ليث القهيوي

تناول جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين في كلمته أمام القمة العربية الطارئة بالقاهرة الأوضاع المأساوية في فلسطين بشكل عام وقطاع غزة بشكل خاص، معربا عن غضبه وحزنه إزاء ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من قتل وتدمير وتهجير قسري.

وقد أكد جلالته على ضرورة العمل العاجل لوقف العدوان الإسرائيلي الشرس على قطاع غزة، الذي وصفه بأنه عقاب جماعي لسكان محاصرين، وانتهاك فاضح للقانون الدولي، وجريمة حرب بكل المقاييس.

كما شدد على مبادئ الإسلام في التعامل مع الآخر، والتي تحث على نبذ العنف واحترام حياة المدنيين وحمايتهم، مستشهدا بالعهدة العمرية التي أمرت الجيوش الإسلامية بعدم إيذاء المدنيين من نساء وأطفال وشيوخ ورهبان.

وقال جلالته إن ما يحدث اليوم في فلسطين يعكس انتقائية تطبيق مبادئ حقوق الإنسان والقانون الدولي، حيث يغض العالم الطرف عن استهداف المدنيين وتدمير البنى التحتية في غزة، في حين كان سيتحرك لو حدث ذلك في أي مكان آخر.

ودعا جلالته إلى ضرورة إيصال المساعدات الإنسانية العاجلة إلى قطاع غزة، ورفض التهجير القسري للفلسطينيين، معتبرا إياه خطا أحمر لا يمكن السماح بتجاوزه.

كما حذر من خطورة استمرار حالة اللامبالاة الدولية تجاه معاناة الشعب الفلسطيني، وما ستخلفه من كوارث إنسانية وتداعيات سلبية على الأمن والاستقرار في المنطقة.

ودعا جلالة الملك القيادة الإسرائيلية إلى إدراك عدم وجود حل عسكري لمخاوفها الأمنية، وضرورة التوقف عن تهميش الفلسطينيين وانتهاك حقوقهم، مشددا على أن بناء دولة على أساس الظلم لن يؤدي إلا إلى المزيد من دوامات العنف واليأس.

وشدد جلالته على أن السبيل الوحيد لتحقيق مستقبل آمن للمنطقة يكمن في التوصل إلى حل الدولتين، فلسطين وإسرائيل، تعيشان جنبا إلى جنب بسلام وأمن.

ودعا المجتمع الدولي إلى العمل بجدية من أجل إعادة إحياء عملية سلام ذات مصداقية، بما يؤدي إلى قيام دولة فلسطينية مستقلة، وينهي معاناة الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي.

وفي الختام، أكد جلالة الملك عبدالله الثاني على أن السلام العادل والشامل هو السبيل الوحيد لمستقبل آمن ومستقر للجميع، وهو ما يتطلب جهدا دوليا جادا لتحقيقه على أرض الواقع.

ونحن نثمن هنا دور الأردن المشرف بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني في مساعيه الدولية وموقف الأردن الواضح تجاه قضيتنا المركزية القضية الفلسطينية وإرسال المستشفى الميداني والمساعدات الإنسانية والطبية. كما نفتخر بالدور التاريخي للأردن في الحفاظ على الوصاية الهاشمية على المقدسات في مدينة القدس.

إن محاولات تصفية القضية الفلسطينية عبر تهجير الشعب الفلسطيني قسرًا من أرضه مرفوضة جملة وتفصيلاً، فالفلسطينيون أصحاب حق في أرضهم ولن يتنازلوا عن حق العودة.
ونؤكد أن الأردن لن يكون بديلاً عن دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، فالتوطين في الأردن ليس خيارًا مطروحًا وكما قال جلالة الملك كلا على القدس وكلا على الوطن بديل وكلا للتوطين.
ان بوصلتنا فلسطين وتاجها القدس ودرتها غزة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى