الشاشة الرئيسيةمقالات

الوطن بين معادلة ما يعطي أو ما نعطيه .. ايهما أولا؟

د. عبدالمهدي القطامين
في خضم الشتات العابث بين مفردات الوطن هذه الآونة من عمره الزمني أقف حائرا تتنازع النفس خواطر وحكايا يطول بها الشرح وتقف على حد صمتها الكلمات من كان أولا في العطاء نحن ام الوطن وهل تظل معادلة الربح والخسارة هي التي تحكم ما اختزن في النفس عن وطن قال عنه شوقي ذات مساء بعد أن حل منفيا في بقعة موجعة خارج الوطن ….
وطني لو شغلت بالخلد عنه نازعتني اليه في الخلد نفسي
هل ما قاله شوقي ينطبق تماما على الأغلبية الصامتة التي شغلت بشؤون الحياة وشجونها ولكنها هذه المرة ليست منفية عنه لكنها منفية فيه …. هذه الأغلبية التي يسوئها أن يشرح الوطن على مذابح عدة وهي لم تزل في رحلة العمر تقنع من الغنيمة بالإياب ماذا لو اقتنعنا وماذا لو لم نقتنع ماذا لوجعنا في الوطن فيما يتناهش دماؤه وكبده المتناهشون الذين حلبوه ضرعا حتى إذا جف أو كاد ولوا مدبرين إلى شيطانهم الرجيم .
أية معادلة حزينة هذه التي تمتد في النفوس التي آمنت أن لا وطنا آخر تلجأ اليه وكانت كلما ارتفع أوارها واحتدت حومتها وعلا غبارها وضجيجها قالت حسبنا الله وعلى زند الوطن اتكأت رغم ما يعلق في النفس من بؤس وحرمان وهتفت ” اللهم أدمها نعمة وأحفظها من الزوال “.
ترى لماذا لا يدرك الساسة وأولي الأمر ومن تسلق على مقدرات الوطن ومن عاث فيها فسادا ومن سرق نبضه وضجيجه ودقات قلبه أن للحزينة يوم فيه تفرح وللأغلبية الصامتة التي أدمنت حب الوطن يوما به تؤمن نفسها من خوف وعائلتها من جوع …. هل يدركون معادلة الوطن والجوع الذي هو كافر كما قال سيدنا علي رضي الله عنه وأرضاه ؟؟؟ متى يدركون ان الوطن أبدا لم يكن إلا سجادة للصلاة ولم يكن أبدا الا ذلك النور الصافي الذي يلف النفس بطمأنينة عجيبة أبدا لا يدركها من لا يرون فيه إلا مدخرات تعلو ومكاسب تدرج في هذه البورصة أو تلك .
حين تضج النفس بإتعابها نشكو للوطن وللوطن وحده نشكو همنا فهل أبقى لنا المتسكعون فيه المارون بروحه مر الغمامة العاقر شيئا من الحزن الشفيف الذي نلف به أرواحنا ونقسم أننا منه واليه ….من طينه خرجنا والى طينته نعود …ووصيتنا ان تبقى ايدينا خارج أكفاننا إذ نموت ليعلم من أراد أننا لم نقبض من خيره الا جمره المتوقد في الأكف ….فهل يرضى عنا بعد ذلك من اقتسموا كعكته حتى إذا نادى المنادي حي على الجهاد انقلب المنقلبون الى موائدهم وميسرهم وربما مر ببالهم ساعتها حكاية فتى ألقى روحه ذات يوم على الحد واقسم أن لن يمر الغزاة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى