الشاشة الرئيسيةمنوعات

مخاوف من طفرات تنقل “إنفلونزا الطيور” للبشر

الغواص نيوز
فيما حذر خبراء أوبئة من انتشار أنفلونزا الطيور بين البشر بعد رصد انتقالها بين الثدييات في عدد من دول العالم، أبدوا مخاوفهم من انتشار طفرات جديدة للفايروس، داعين الى أهمية تفعيل الخطط الوبائية واللوائح الدولية للتعامل مع هذه الحالات.
مزرعة تستخدم التكنولوجيا الزراعية الحديثة في إحدى المحافظات.-(أرشيفية)

وأشاروا في تصريحات منفصلة لـ”الغد” إلى أن منظمة الصحة العالمية جددت تحذيراتها بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة ومنظمات الحيوان العالمية لضرورة اتباع البروتوكولات الدولية وإجراءات الرصد مشيرين الى توفر الأدوية في مختلف الدول، مشيرين الى توفر المطاعيم اللازمة لذلك.

في السياق، كشف خبير وبائي أن البيئة الأردنية غير مهيأة لانتقال الأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان كمرض أنفلونزا الطيور الا في حالات محدودة جدا.
وفي هذا الصدد، أشار خبير أوبئة فضل عدم الكشف عن اسمه، إلى أن الأردن عايش مثل هذه الحالة في العام 2005 بعد إصابة عامل وافد في محافظة عجلون بأنفلونزا الطيور، وكانت تلك الحالة الوحيدة، مشددا على أن عوامل الخطورة حاليا بعيدة عن الأردن.
وبين أن هذا المرض ينتقل من حيوان الى حيوان، ومنه إلى الإنسان، لكن لم يسجل حتى الآن انتقاله من إنسان الى إنسان، مشددا على أن جهات الرصد في الأردن، ومن خلال وزارتي الصحة والزراعة والمركز الوطني لمكافحة الأوبئة والأمراض السارية، تتابع أي أعراض محتملة، مثل زيادة حالات نفوق الطيور أو رصد أي حالات مشتبهة منقولة بين المسافرين.
ولفت الخبير إلى أهمية تفعيل الخطط الوبائية واللوائح الدولية للتعامل مع هذه الحالات، مشددا على ضرورة توفير المطاعيم اللازمة لذلك، والوقوف على مدى جاهزية المؤسسات الوطنية في حال انتشار هذا المرض.
من جهته، اعتبر اختصاصي الأمراض الصدرية والتنفسية الدكتور محمد حسن الطراونة أنه بعد ظهور أعداد كبيرة من القطط المصابة بأنفلونزا الطيور في بولندا، بحسب تصريحات منظمة الصحة العالمية، من مصدر عدوى غير معروف، فإن الإجراءات الوبائية تسير على قدم وساق لمعرفة آليات انتقال العدوى وحدة خطورتها على الإنسان بعد وصولها الى الثدييات.
وأشار الطراونة الى أن أوروبا شهدت أواخر العام 2021 انتشارا كبيرا لأنفلونزا الطيور (H5N1)، ما أدى الى إعدام ملايين الدواجن، فيما شهدت الأميركيتان الشمالية والجنوبية تفشيا بالفايروس.
ولفت الى أن منظمة الصحة العالمية أكدت أنه لم تظهر حتى الان أي أعراض على الأشخاص المخالطين للقطط المصابة، مشيرا إلى أن عدوى انتقال انفلونزا الطيور من القطط الى البشر ما تزال منخفضة.
وشدد الطراونة على خطورة انتقال العدوى للثدييات، مشيرا الى أن الخطورة هنا تكمن في أن الفيروسات قد تشهد طفرات جديده تزيد من معدل نقل الأمراض، والتي من شأنها تشكيل تهديد جديد للبشر.
وأوضح أن منظمة الصحة العالمية تلقت 11 تقريرا العام 2020 عن إصابات بين البشر بأنفلونزا الطيور لكنها كانت حالات خفيفة.
وكانت منظمة الصحة العالمية، وبالتعاون مع المنظمة العالمية لصحة الحيوان، ومنظمة الأغذية والزراعة في الأمم المتحدة (الفاو) حذرت الدول من ضرورة التعاون بين القطاعات لجمع البيانات عن الطيور والحيوانات المصابة، والإبلاغ عنها لمنع حدوث تفشيات جديدة.
وقالت المنظمة إنه في العام 2022 أبلغ 67 بلدا في قارات المنظمة العالمية لصحة الحيوان، تفشيا جديدا لأنفلونزا الطيور في الدواجن والطيور البرية، وفي العام 2023 ـبلغ 14 بلد آخر عن حدوث تفشيات.
وأضافت أن انتقال العدوى الى الثدييات البحرية والبرية على حد سواء تشكل نقلة نوعية في تطور فيروس أنفلونزا الطيور، على الرغم من ندرة الحالات بين البشر.
وأوضح أن منظمة الصحة العالمية، أكدت الإبلاغ عن 8 حالات منذ كانون الأول (ديسمبر) 2021، وكانت حالات خفيفة، ولا يوجد انتقال من إنسان الى آخر.
ودعا الطراونة الى فحص الأشخاص المخالطين لطيور مصابة، ومتابعة المتواليات الجينية عبر فحص التسلسل الجيني، تحسبا لحدوث أي طارئ أو طفرة جديدة قد تزيد المخاطر على البشر.
ووفقا لخبير الأوبئة الدكتور عبد الرحمن المعاني فإن منظمة الصحة العالمية قدرت ارتفاع الأخطار العالمية من انتشار فيروس أنفلونزا الطيور بعد وفاة فتاة من كمبوديا إثر إصابتها بالفيروس قبل أيام، في حين تم تشخيص إصابة والدها بالفيروس نفسه.
وأشار المعاني الى أن الوضع أصبح “مثيرا للقلق” بعد حالة الوفاة الأخيرة، وأن المنظمة تراجع حاليا تقييم الأخطار العالمية من انتشار فيروس أنفلونزا الطيور، وتأخذ الأخطار الناجمة عنه على محمل الجد، وتحث الدول على رفع درجة الانتباه والحذر.
وأضاف أن هناك زيادة في انتشار الفيروس بين الطيور البرية والدواجن في مناطق مختلفة من العالم، فيما لوحظ أيضا درجة انتشار مماثلة بين الثدييات.
وأكد أن المنظمة تواصل جهودها مع دول العالم لمعرفة تفاصيل الوضع لدى كل دولة، فيما لم يعرف حتى الآن ما إذا كان هناك انتقال للفيروس بين البشر.
وأوضح أن الحالات التي ظهر عليها الفيروس تعرضت للظروف البيئية ذاتها، أي أنها أصيبت بالفيروس نتيجة تعرض كل منها لمصدر عدوى من الطيور أو حيوانات ثديية حاملة للفيروس.
وكانت منظمة الصحة العالمية اعتبرت الخطر من فيروس H5N1 على البشر منخفضا، وذلك بعد انتشار حالات إصابة بانفلونزا الطيور بين الثعالب وثعالب الماء وحيوان المنك في إسبانيا وبريطانيا.
وبين المعاني أنه على الرغم من وجود فيروس أنفلونزا الطيور منذ عقدين، وتسببه بوفيات بين الطيور، فهناك أقل من 900 إصابة بالفيروس بين البشر كان أكثر من نصفها قاتلة نتيجة تعرض البشر لطيور مصابة أو حيوانات تتغذى على الطيور التي قتلها الفيروس، مشيرا الى أن هذا يجعل العلماء حتى الآن يعتبرون العدوى لا تنتشر بين البشر.
وعن أعراض أنفلونزا الطيور بين المعاني أنها تشمل الحمى، وسيلان الأنف، والتهاب الحلق، والسعال، والصداع، إضافة إلى ألم في العضلات، فيما يعاني بعض المصابين من التهاب الملتحمة أو الالتهاب الرئوي، مشيرا إلى أن معدل الوفاة ربما يكون مرتفعا عند المرضى الذين يعانون من أعراض شديدة.
وعن طرق الانتقال، أشار إلى أنه ينتقل بواسطة الهواء وإفرازات الجهاز التنفسي، وعبر الاحتكاك المباشر أو عن طريق براز الطيور المريضة وتلوث الأيدي بها لفترة طويلة، كما يمكن أن ينتقل بواسطة العلف الملوث بالفيروس والماء، وغيرها من المواد والألبسة الملوثة، كما أن الأماكن المغلقة والمقفلة والضيقة في المزارع تزيد من الإصابة بالعدوى.
وحول إجراءات الوقاية التي يجب اتخاذها، أكد المعاني أنه “لا بد من تحصين الطيور ضد المرض عن طريق التغذية الجيدة وإعطاء المضادات الحيوية في المياه لمنع انتشار المرض في المزارع والتزام مبادئ النظافة والتربية الصحية، كما لا بد من إعدام الطيور المصابة وتجنب السفر الى المناطق الموبوءة”.
كما لفت الى تجنب استهلاك لحم الدجاج، والبيض الا إذا كانت مطهوة حراريا بشكل كاف على 65 درجة مئوية ولمدة خمس دقائق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى